الفن
المسلسل التركي "اسطنبول الظالمة".. و مشاهد كانت الأفضل على مدار عشرون حلقة
يحظى المسلسل التركي "اسطنبول الظالمة" بنسب مشاهدة عالية في تركيا، كما يحظى باهتمام بالغ من متابعي و عشاق الدراما التركية في الوطن العربي و الشرق الاوسط، حيث لفت المسلسل الانظار له بقصته المختلفة، و غير المكررة أو المعتادة على الدراما التركية، فهو دراما انسانية و نفسية معقدة أكثر منها رومانسية او اجتماعية، و الأهم انه لا يمكنك أبداً توقع الأحداث القادمة أو كيف ستكون نهاية كل شخصية، خاصة مع تبادل الأدوار و الشخصيات، فكلاً من الابطال يلعب مرة دور الظالم و مرة أخرى دور المظلوم، ما جعل الأحداث متنوعة لا تسير على وتيرة واحدة، بعيداً عن الملل المعتاد في المسلسلات الاجتماعية التركية.
و كان المسلسل مليء بالمشاهد الكثيرة الممتعة و المؤثرة، ولنستعرض معكم أهم تلك المشاهد في السطور التالية :
مشهد نديم و جيمري أمام عيادة الطبيبة النفسية، مشهد رومانسي أكثر من رائع، رومانسي من الدرجة الأولى، مشهد لم يتكرر كعادة معظم المشاهد الرومانسية الموجودة في المسلسلات التركية، حيث الحبيبة التي تنتظر استيقاظ حبيبها من غيبوبته، ولا يستفيق إلا على صوتها، أو الحبيب الذي يكابر في الاعتراف بحبه لحبيبته، و لكن هنا و رغم كل المعوقات التي تمنع الاعتراف بهذا الحب نجد نديم يعبر عن حبه بكل صدق و بكلمات غير معتادة، أدار حواراً عبقرياً، و انتقى كلماته التي تعبر عن مدى حبه و عذابه، دون أن يُحسب عليه اعترافاً رسمياً بهذا الحب، القى على مسامع جيمري كلمات عبرت عن حبه و عن غضبه في الوقت ذاته، كلمات اسعدتها و جرحتها، اعترف فيها بشعوره المختلف نحوها و عتابه لها عن مدى تغيرها، فكيف بعدما كانت تقرأ نظرات عينه، و تفهمه دون أن يقول كلمة، اصبحت الآن لا تستطيع أن تفهمه؟
https://youtu.be/Pl498gc_AfQ?t=19يريد أن يلمس وجهها، و لكن الحواجز تمنعه فهي متزوجة، و متزوجة من ابن عمه، و شقيقة زوجته، فهي "العشق الممنوع" بالنسبة له.
كم هو مؤلم أن يقف الانسان أمام حب حياته عاجزاً هكذا، فنديم حين كان جالساً على كرسيه المتحرك لم يكن عاجزاً مثلما هو عاجزاً الآن.
مشهد دخول نديم على عائلته لحضور حفل زفاف جينك و جيمري، فبعيداً عن نظراته المتلونة التي نظر بها للجميع إلا أن الاهم من كل هذا، هو محاولته فض تشابك ايدي جينك و جيمري ليعطي جينك هديته، فهذا المشهد له دلالة كبيرة على الأحداث المقبلة في المسلسل، حيث سيظل نديم يحاول أن يفرق بين جينيك و جيمري، ولكن كان جينك متشبثاً بيد جيمري و لم يستطع تركها بسهولة ما يدل على تمسكه بها و محاولة تصديه لنديم بكل قوته، ومحافظته على هذا الزواج المزيف، نظراً لحبه الشديد لجيمري و تعلقه بها.
رغم عيوب جينك إلا انه صادق للغاية في كل مشاعره، كلمات الحب عزيزة عليه، لا يقولها طوال الوقت، بل يخفيها حين يشعر بها من كل قلبه، لم يخبر جيرين في أي وقت أنه يحبها، بل كان دائم الترديد بانها نزوة كغيرها، فانا أميل إلى حب الشخصيات ذات الموقف الواحد و الوجه الواحد.
مشهد محاولة شينيز الانتحار لتضغط على ابنها جينك و تبعده عن محاولة انقاذه لنديم و علاجه.
https://youtu.be/O4k1wyLNbl8?list=PLGq8JCkcsJKCCNbEmCYFrwbhwGVG8NhUC&t=3حيث اظهر جينك ردة فعل غريبة تنم عن شعوره بالذنب و عقدته التي سببت له ازمة نفسية، فجينك يبدو قوي و متماسك من الخارج، لكنه من الداخل هش ضعيف معقد نفسياً، يعاني معاناة كبيرة لا يشعر به أحد، و قد يكون هذا هو المشهد الوحيد الذي اثار تعاطفي مع جينيك و جعلني اشعر انه ايضاً ضحية و ليس جاني فقط ، حيث بدأ يرتعد و ينتفض و توقف مكانه لا يستطيع أن يفعل شيء، حيث تجمد في مكانه قليل الحيلة لا يعرف ماذا يفعل، فقد اصابته تلك الحادثة بعجز شديد يصيبه حين يتكرر الموقف ذاته، فعذاب ضميره يؤرقه، خاصة و أنه لا يستطيع الاعتراف بما فعل، لذلك فهو يحب جيمري بصدق لأنه معها فقط يشعر بأنه على حقيقته، و هي الوحيدة التي خففت من وطأة ما يشعر به من عذاب ضمير، أكدت له على كونه طفل صغير أخطأ دون قصد، و ساعدته كي يكفر عن ذنبه و يريح ضميره، على العكس من والدته التي تضغط على شعوره بالذنب و دائماً تذكره بالكارثة التي فعلها و انها تحميه من العقاب، لذلك كان في بداية الحلقات يريد أن يورط نفسه في أي جريمة ليدخل السجن، ليشعر بالراحة و انه نال العقاب الذي يستحقه.
الارتعاد الذي اظهره جينك في مشهد محاولة انتحار والدته، هو نفسه حين وقف نديم أمامه في المطعم يسأله عن الشيء الذي يخفيه عنه و ماذا فعل له و هو لا يتذكره، حيث ارتبك جينك كثيراً، و انتفض جسده خوفاً من العقاب الذي سيعاقبه به نديم بعد شفائه.
https://youtu.be/xN9g7CQ18e8داليا محمد
اقرأ ايضاً:
