أخبار عاجلة
الفريق سعد الدين الشاذلي.. سيرة حية من البطولات وبصمة في تاريخ مصر

في الذكري الـ46 لنصر أكتوبر المجيد، قام العديد من المواطنين بنشر صور للفريق سعد الدين الشاذلي على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثوا عن أهم إنجازاته، احتفالا بالانتصار في الحرب.
ويعد سعد الدين الشاذلي هو الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973 وهو واضع خطة العبور كاملة، حيث شغل منصب رئيس أركان حرب القات المسلحة في فترة حرب أكتوبر المجيدة، وفي أكتوبر 1973 اثناء المعارك حدث خلاف بينه وبين السادات ادي الى استقالة من رئاسة الأركان.
رئيس أركان حرب القوات المسلحة
وفي1971 عين الشاذلي رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، لكفاءته و قدرته العسكرية و لخلفيته الغنية التي اكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية إلي جانب تاريخه العسكري، وفي أكتوبر 1973 اثناء المعارك حدث خلاف بينه وبين السادات ادي الى استقالة من رئاسة الأركان.
من هو سعد الدين الشاذلي
الفريق سعد الدين الشاذلي ولد عام 1922، وهو رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، وولد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل، ووصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973، وكان والده من الأعيان، والتحق بمدرسة بسيون الابتدائية التي تبعد عن قريته حولي 6 كيلو مترات، وبعد إكماله المرحلة الإبتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره 11 عام، وانهى المرحلة الإعدادية والثانوية في القاهرة.
مناصب سعد الدين الشاذلي العسكرية
التحق بالكلية الحربية عام 1939 وكان أصغر طالب في دفعته، وتخرج فيها عام 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة بنفس دفعة خالد محيي الدين، وفي عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم، كما شارك في حرب فلسطين، والحرب العالمية الثانية، وكان مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر عام 1954، وايضا كان قائدًا لكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وقائد أول قوات عربية في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة عام 1960- 1961، وايضا كان ملحق حربي في لندن عام 1961-1963.
وسعد الدين الشاذلي قائد اللواء الأول مشاة، شارك في حرب اليمن عام 1965 – 1966، وقائد القوات الخاصة، المظلات والصاعقة عام 1967 – 1969، وايضا كان قائد لمنطقة البحر الأحمر العسكرية عام 1970 – 1971، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، عام1971 – 1973، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية عام 1971 – 1973، وكان سفير مصر في بريطانيا 1974-1975، وايضا كان سفير مصر في البرتغال عام 1975-1978.
سبب شهرة سعد الدين الشاذلي
أثبت الشاذلي نفسه في نكسة 1967 عندما كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء و وسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وإنقطاع الإتصالات مع القيادة المصرية و كنتيجه لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدوليه قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلي أن تم الاتصال بالقياده العامه المصرية التي اصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلاً وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة، بإعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن.
واستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس "حوالي 200 كم"، وقد نجح في العوده بقواته ومعداته إلي الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% الى 20%، وكان اخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.
وبعد هذه الحادثة اكتسب سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول واخر مرة في التاريخ المصرى يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة الى قوة موحدة هى القوات الخاصة.
انتقاده لمعاهدة كامب ديفيد
انتقد الفريق الشاذلي بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانية وهاجم الرئيس أنور السادات واتهمه بالديكتاتورية واتخذ القرار بترك منصبه سفيراً لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي.
بعد الحرب
عين سعد الدين الشاذلي بعد الحرب سفيراً لمصر في بريطانيا وبعدها عين في البرتغال، وأعلن عن معارضته الشديد لمباحثات كامب ديفيد وأستقال من منصبه وسافر للجزائر طالباً حق اللجوء السياسي، ثم عاد إلى مصر في عام 1993 بعد أن صدر ضده حكماً عسكرياً ولكنه نال عفو شامل، وعاش بعيداً عن الأضواء حتى وفاته في 10 فبراير 2011.
مؤلفات الشاذلي
كتب الفريق الشاذلي 4 كتب متنوعة لم ينشر في مصر منها سوى كتاب واحد أما باقي الكتب فقد صدرت جميعاً في الجزائر "الخيار العسكري العربي (1983)، الحرب الصليبية الثامنة (في جزئين)، أربع سنوات في السلك الدبلوماسي"، وكما قام بعمل كتيب تم توزيعه على الجنود و الضباط خلال الحرب لرفع الروح المعنوية و القتالية وهو كتيب "عقيدتنا الدينية طريقنا إلى النصر".
وفاة سعد الشاذلي
توفي الفريق سعد محمد الحسيني الشاذلي عام 2011، بعد معاناه طويلة مع المرض بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا قضاها في خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وجاءت وفاته في ثورة 25يناير 2011 في مصر، حيث قام ثوار ميدان التحرير بأداء صلاة الغائب على روحه، و شيعت له جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، حضرها آلاف الضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة، وكان في مقدمه المشيعين الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس إبان حرب أكتوبر، وايضا كانت جنازته في نفس اليوم الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية.
وصرحت شقيقته شهدان الشاذلي بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أعاد إلى أسرة الفريق سعد الدين الشاذلي نجمة سيناء بعد أسبوعين من تنحي الرئيس محمد حسني مبارك.
احتفالات السوشيال ميديا اليوم بالذكر ال46 للنصر في حرب أكتوبر
وتبادل اليوم في الذكري 46 لنصر في حرب 6 اكتوبر المجيدة، المواطنون والفنانين صورة كثيرة لفريق سعد الدين الشاذلي، متحدثين عن انجازاته خلال الحرب، حيث كتب الفنان خالد النبوي علي صفحته الشخصية عبر موقع تويتر، قائلا:” الفريق سعد الدين الشاذلي..سلام لروحك الطاهره .. وسلام لشهداء وأبطال أكتوبر الخالدين الحاضرين على مر الزمن”، وقام بنشر صورة بجانب ما كتبه للفريق سعد الدين الشاذلي.
وكتب أحد المواطنين على صفحته الشخصية بموقع تويتر :"في كتابه "النصر المحير" وصف الكولونيل الأمريكي ديبوي الفريق الشاذلي بأنه استاذ التفاصيل وأهم اعلام العسكرية العربية المعاصرة.. فهو الوحيد الذي لم يٌهزم في 67 ونجح في العودة بكامل كتيبته رغم المطاردة من شارون وفرقته و هو المدبر لعملية الهجوم علي خط بارليف وسحقه".
ونشر مواطن آخر صورة، وغرد قائلا: "الفريق سعد الشاذلي وهو يعبر قناة السويس .. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
وفاء جودة