اهم الاخبار
السبت 07 يونيو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

المسلسل التركي "الطفل"..دراما غير تقليدية لفتت لها الانظار

مسلسل الطفل
مسلسل الطفل

بدأ الموسم الدرامي الشتوي بتركيا، و انطلقت معه عدد من المسلسلات القوية  التي دخلت المنافسة بقوة, منها مسلسل "الطبيب المعجزة" و أيضاً مسلسل "الطفل" الذي حقق نجاح لافت و اثار اعجاب الكثيرين.

و عُرض من مسلسل "الطفل" حلقتين حتى الآن، نالا اعجاب المشاهدين الاتراك و العرب و النقاد ايضاً لما يحمله من تساؤل مهم للغاية ؟

فهل الأم هي من انجبت ام من علمت و ربت ؟ هل التربية كافية لتشعر المرأة أن هذا من ربته ابنها حقاً، ام سيظل عدم انجابها له عائقاً و حائلاً، بينها و بينه للأبد ؟ هل الأم التي أنجبت ثم تخلت لأي ظرف من الظروف، من حقها الاقتراب وقتما تشاء بحق أنها الأم الحقيقية ؟ أم تخليها عن طفلها و هو رضيع يسقط عنها هذا الحق ؟ و ما ذنب هذا الطفل البريء  الذي لا يريده أحد ؟ و ما سيكون موقفه حين يعرف أن والدته التي ربته ليست والدته الحقيقية ؟ و أن المربية التي تعلق بها و احبها، هي والدته التي انجبته و تخلت عنه ؟

المسلسل يعرض تلك القضية باستفاضة، من خلال قصة ثلاث امهات تخلين عن ابنائهن تحت ظروف مختلفة، لنرى الصراع النفسي الدائر بسبب  تخليهن عن مسؤلياتهن، و أن من يدفع الثمن اناس ليس لهم أي ذنب.

تبدأ الحلقة الاولى من مسلسل "الطفل" بمشهد مثير للغاية جعلني اثبت في مكاني مندهشة حتى نهاية الحلقة لأفهم ما  الذي جعل أم تتخلى عن طفلها و تتركه وسط الزحام و تهرب منه.

لقد بدأت الحلقة بالأم شولة/ جيداء اتاش الشهيرة بدور "هاندا" من مسلسل "فريحة"، و هي تتنزه مع طفلها الصغير "ايفة" و تشتري له البلونات و المثلجات، و لكن فجأة في وسط الزحام تبتعد عنه متعمده تركه بمفرده، ليبقى في الشوارع تائهاً، و تتخلى عن مسؤليتها و واجبها نحوه.

تُرى..ما الذي يجعل أم تفرط في طفلها هكذا؟

تعود الأحداث فلاش باك لتجيب لنا عن هذا السؤال، حيث أن هذا الطفل "ايفة" ليس ابن شولة الحقيقي، و لكنها تبنته كي تحافظ على زوجها و زواجها من علي كمال لانها لم تكن قادرة على الانجاب في هذا الوقت، فأقنعتها والدة علي  كمال و الخادمة التي تعمل لديهم بأخذ الطفل و تربيته، و ألا تخبر زوجها بأي شيء.

تستمر الحياة هكذا سنوات و تعيش الاسرة في سعادة و ترعي شولة الطفل أيفة و تحبه من كل قلبها، و لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان، حيث تحمل شولة في طفلها الحقيقي و تنجبه بالفعل، فتبدأ تكره ايفه، و ترفضه و تعامله بقسوة ، لانها تخشى أن يشارك طفلها الميراث أو يعرف الحقيقة في يوم من الايام و يحاول التخلص من ابنها لينفرد بالميراث، فتبدأ تتغير معاملتها للطفل الصغير المسكين، قد نتعاطف معها قليلاً و نقول أنها على حق، لكننا نكرها بعد تصرفها البشع للتخلص من الطفل، فوصل بها الأمر أن تترك الطفل وسط الزحام بمفرده، لاعتباره من المفقودين و كي لا يعود إليها مرة ثانية، ما هذه المرأة بلا القلب أو الرحمة لتترك طفلاً  صغيراً يناديها بأمي في هذا الموقف الصعب، ان كانت لا تسطتيع تحمل مسؤليته، فلماذا تأخذه من البداية؟

Image result for ‫مسلسل الطفل‬‎

لكن هذا الطفل الذي تخلت عنه والدته الحقيقية بعد ولادته مباشرة كي تتخلص من عارها، و الآن تتركه والدته التي ربته من أجل طفلها الحقيقي كي تتخلص من مشاركته لها في كل شيء، لم و لن يتخلى عنه الله الذي خلقه و لن ينساه، لقد لاحظت الخادمة اصرار شولة على الخروج مع الطفل بمفردهما، فوضعت له في جيبه عنوان والدته الحقيقية اكشا، و بالفعل تنجح الخطة و يجده رجل يساعده على الوصول لأكشا، أكشا التي رأت ابنها لمرة واحدة و تخشى الاقتراب منه كي لا تعتاد عليه، كي لا تتألم في غيابه عنها، فتأخذ الطفل من الرجل و تذهب به إلى قصر علي كمال،  تشكرها العائلة على اعادتها للطفل، فيما يزداد غيظ شولة و يجن جنونها بعد العثور على الطفل.

تسير الأمور على ما يرام لبعض الوقت و بدا واضحاً اعجاب علي كمال زوج شولة بأكشا و ما زاد هذا الاعجاب هو شعوره بالامتنان لها في انقاذ طفله من الضياع و هو متعلق به كثيراً، حتى تأتي اللحظة التي تقلب الأحداث رأساً على عقب، حين وقف الطفل الصغير ايفة على الكرسي في محاولة منه أن يجلب لعبته المعلقة فوق الشجرة، و التي القتها شولة، يصعد ايفة فوق الكرسي ثم فوق سور الشرفة فتنزلق قدمه، و يتعلق في السور و تدخل شولة في هذه اللحظة و يراها ايفه،  فيستنجد بها كي تنقده و تساعده لكنها تقف في مكانها و تنتهز الفرصة للخلاص منه .. ما تلك الأم المجرمة فان كان طفلاً غريباً عنها و لا تعرفه ستنقذه من الموت و لن تتركه هكذا.. في اللحظة نفسها التي تأتي بها، أكشا ام الطفل الحقيقية.

إنه طفل لا يستطيع أن يدرك ما يجري ، ولا يستطيع أن يفهم موقف أمه الحبيبة ، خطأ صغير ارتكبه طفل صغير، تحول إلى اختبار أمومة لكلا المرأتين، الأم التي انجبت و الأم التي ربت.

تصاب أكشا في رأسها اثناء انقاذها لايفة، و تصبح العائلة مدينة لها، و توافق أن تعمل مربية لايفة، خاصة بعدما لاحظت ابتعاد ايفه عن امه، و خوفه منها و بعدما اكتشفت كذبها و انها لا تأخذ أي ادوية، و التي أدعت أنها السبب وراء عدم انتباهها إلى ايفة حين كاد يسقط.

و لكن هناك سر آخر وراء تلك الأحداث فايفة ليس طفلاً بلا اصل أو متبنى، و انما هو الحفيد الحقيقي و غير شرعي للعائلة،  و لا يعرف هذا السر سوى والدة علي فقط، و والد الطفل حسن يبدأ حربه على علي كمال بسبب اخفائه لأكشا في بيته، حيث تنتهي الحلقة الثانية باستعداده لمداهمة القصر إذا لم تخرج أكشا قبل الساعة الثامنة.

المسلسل التركي "الطفل" دراما جيدة و غير تقليدية و تقدم فكرة بعيدة عن الرومانسية التي اعتادت عليها الدراما التركية، و لكن عيبها الوحيد المط الذي بدا واضحاً منذ الحلقة الأولى فالأحداث بطيئة للغاية و تظل الحلقة على مدار مدة عرضها الساعتان، تحكي عن حدث واحد فقط، كما تكون نهاية الحلقة غير شيقة و متوقع الحدث الذي سيليها في الحلقة القادمة، ما قد يفقد المشاهدين الشغف لمتابعة المسلسل باستمرار.

داليا محمد

اقرأ ايضاً:

المسلسل التركي “نجمة الشمال” يتصدر الترند السعودي بعد عرض حلقته الأولى في تركيا

المسلسل التركي “العشق الفاخر” يقهر “البحر الأسود قاهر ارطغرل”

هاندا ارتشيل بطلة المسلسل التركي الجديد “عزيزة