اهم الاخبار
الإثنين 30 يونيو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

الحلقة الاخيرة من المسلسل التركي "الغراب" ... نهاية مؤلمة غير متوقعة تثير حيرة المشاهدين

مسلسل الغراب
مسلسل الغراب

انتهت حلقات الموسم الاول من المسلسل التركي "الغراب" منذ عدة ايام، و  رغم ذلك إلا انه مازال عالقاً في أذهان الجماهير و المشاهدين، خاصة بعد تلك الحلقة الساخنة للغاية و النهاية المحيرة و المؤلمة لهذان العاشقان المكابران و اللذان لم يستحقا كل ما عانوه من هذه الحياة القاسية التي كُتب عليهم أن يعشون فيها رغم ارادتهم.

و قبل التعمق في الحديث عن الحلقة الاخيرة التي سنتحدث عليها طويلاً، اريد الاشادة ببعض المشاهد في الحلقات التي سبقتها، مثل مشهد معرفة كوزغون لحقيقة ديلا و انها من وضعت المخدرات في منزلهم،  و رغم غضبه في البداية و عيناه التي تحدثت بنيران الغضب، إلا انه بعدما هدأ و استوعب لان قلبه و غفر لتلك الطفلة البريئة التي ارتكبت ذنباً كبيراً في حقه دون قصد، لقد ارهقه الغضب و نيران الانتقام التي لا تنطفيء، تعب من الكره و الضغينة التي حملهم في قلبه عشرون عاماً، اراد أن يعيش الحب النقي الصافي و لو لايام قليلة، فقرر ان يغفر و يسامح لعله يحظى بقلب تلك المرأة التي تهيم به عشقاً، لقد تفهم سبب شعورها بالذنب تجاهه، فقال ألم يكفيها عذاب ضميرها كل هذه السنوات، فصفح عنها، و ليس ذلك فحسب، بل جعلها تغفر لفنفسها و تنسى ألمها ليزيح عن اكتافها عبء كبير حملته عليهما لسنوات.

مشهد آخر بين ديلا و والدها بعد خروجه من السجن و هي تترجاه أن يعفي عن كوزغون و ألا يعاقبه لانه زجه بالسجن، أخذت تصف مشاعرها تجاهه، و هي تبكي و تتوسل لوالدها أن يرحم حبيبها لأنه بذلك سيرحمها هي ايضاً، و ما كان للوالد الذي يعرف ما ارتكبه في حق ابنته إلا أن يخضع لدموعها التي مزقت خديها من صعوبة موقفها و وقوفها بين والدها و حبيبها و هو يستمع لكلماتها التي تختلط بالحب و الحنين لكوزغون و الخجل من والدها كونها تعشق من زجه في السجن،  فما كان لديه حلاً إلا أن يتنازل و يضحي لينقذ ابنته من حيرتها و المها، و  كانت بورو بيرجيك في هذا المشهد كتلة من الاحساس، حيث كان هذا المشهد من افضل مشاهدها في المسلسل.

و بدأت الحلقة الاخيرة بديلا التي تصرخ من اجل والدها الذي قتلته بأيديها، و هي لا تصدق ما فعلته و والدها الذي يلفظ انفاسه الاخيرة و يقول لها أنت لم تفعلي شيئاً، انه يموت و كل ما يهمه أن لا تمضي ابنته بقية عمرها في عذاب الضمير مرة أخرى، و لكن ما الفائدة ؟ لقد اتركبت ذنباً بريئاً جديداً قضى عليها تلك المرة، فاصبحت جسد بلا روح و بلا قلب بعد ما اقترفته يداها دون قصد للمرة الثانية، منذ عشرون عاماً حاولت أن تنقذ  والدتها فدمرت اسرة دون قصد، و الآن حاولت انقاذ والدها و تخليصه من اسره، فقتلته دون قصد، و لكن لا فرق فالنتيجة واحدة و هي الخسارة الفادحة و الالم التي تعيشه تلك المسكينة بخسارة أغلى الاشخاص لديها كل مرة و بسببها، لقد اصبحت لا تتحمل اكثر من ذلك، و اكثر المشاهد ايلاماً حين خرجت لتستدعي الاسعاف فوجدت كوزغون في الخارج و هو مصدوم مثلها مما حدث، رغم نيته التي لم تكن جيدة من الاساس، فهرعت اليه لتطلب منه المساعدة لينقل والدها للمستشفى، و لكنها تجده متصلباً امامها لا يعرف ماذا يقول، فتخبره انه ليس له علاقه بالامر و انها تصدق ذلك، و لكن نظرته النادمة على مشاركته في مثل هذه الخطة الشيطانية هي التي تخبرها بالحقيقة، فتفقد الوعي بعد عدة صدمات متتالية افقدتها توازنها و والدها و حبيبها في لحظة واحدة، و فقدت معهم املها في الحياة من جديد و روحها و مشاعرها لتصبح مجرد جسد خالياً من أي مشاعر و احاسيس، الحالة التي كان كوزغون عليها من قبل و ظلت هي بجانبه حتى تخطاها و ابتسم للحياة مرة أخرى، لكنه فعل معها العكس تماماً و ظل ورائها حتى حطم قلبها و سرق ابتسامتها و املها في الحياة.

لقد أراد بهرام لكوزغون أن يعيش في ظلام دامس حتى يصبح مثله ، أن يفقده حب زوجته ثم والدته و كل عزيز لديه في الحياة  من شأنه أن يبقيه في النور و يدفع به للخير و التخلي عن اعماله غير المشروعة، فالانسان الذي لا يملك شيئاً يخشى من خسارته يسهل السيطرة عليه و هذا ما اراده بهرام.

و لكن كان كوزغون هو الأذكى تلك المرة و تقدم بخطوة على بهرام و استطاع أن ينقظ والدته من بين ايديه في اللحظة الاخيرة، مع هذا المشهد الذي انتظرناه طويلاً، لقد حدثت المعجزة، لقد استطاع أن يغفر لوالدته.

 لقد أراد ذلك بشدة ، وظل الطفل الصغير بداخله يخبره بذلك، لكن ما حدث في العشرين عامًا الماضية منعه من العفو و المغفرة، فعشرون عاماً اطول بكثير من الذكريات القليلة التي قد تشفع لها عنده، و لكن السعادة التي يبحث عنها الانسان في كل مكان موجودة بداخله، و لن تظهر إلا إذا اراد هو ذلك، و في الحقيقة أن شعوره بالذنب تجاه ديلا هو الذي ساعده على المغفرة، فالانسان لا يسامح إلا إذا عرف شعور من يطلب السماح، إن ديلا هي سبب ضياعه عشرون عاماً، لكنها ايضاً سبب كل شعور جميل يعيشه الآن، لقد استطاع بمغفرته أن يكمل أكبر نقص في روحه، حيث كان أكبر سبب للظلام في روحه هو عدم وجود والدته.

 فكوزغون الذي كان قانع فقط بمشاهدة والدته من بعيد عندما أنقذها في المرة الأولى، عانقها تلك المرة قائلاً ، يا أمي، و كان هذا المشهد واحداً من أفضل المشاهد في الحلقة، حيث اذرف دموع المشاهدين الذي أخذ يصفق بالدموع مع سماع تلك الكلمة، التي انتظرها المشاهدين اكثر من السيدة مريم.

تم اختبار ديلا مع من تحبهم طوال حياتها، أولاً والدتها ، ثم كوغون ثم والدها و للمرة الثانية كوزغون، اعتقدت ديلا أنها تستطيع علاجه بالحب، و بالفعل نجحت لكن على حساب قلبها الذي جُرح،  على الرغم من أنها أدركت هذا عدة مرات ، و شعرت بعدم استجابته و تخليه عن فكرة الانتقام إلا أنها لم تستطع منع عواطفها، هكذا هي الحياة ، فهي لا تمنحنا دائمًا ما نريد.

لذلك خططت ديلا لكيفية احراق  قلب كوزغون و لأنها لا تستطيع أن تؤذيه من فرط حبها له، قررت أن يكون انتقامها كبيراً، تلك الحبيبة التي لا تقهر، قهرت نفسها لتقهره، فقررت أن تجعله يعيش بذنبها طوال حياته كما عاشت هي بذنبه طوال عشرين عاماً، ارادت أن يعرف مقدار معانتها، لقد ضحت بحياتها مرة من أجل انقاذ حياته، و الآن ضحت بحياته لتأرق حياته، فحياتها دائماً بلا قيمه أمام حياته.

Image may contain: 1 person, ocean

لقد قال كوزغون ذات مرة انه لن يقتلها بل سيفعل بها ما هو أسوأ من الموت، و الآن هو يفي بوعده، لكنه لم يعلم أن هذا سيقتلها ايضاً في النهاية، لقد دمرها و هي لا يستحق منه كل هذا الألم.

لقد خططت ديلا للانتحار، فقد كان كلامها طوال الحلقة الاخيرة معبراً عن ذلك، حتى كلماتها في ليلتهم الاخيرة كانت توحي بذلك، و التماس الطلاق الذي رفضت أن تتركه له حتى ترحل عنه بذكرى طيبة، و تزيد من عذابه و كلماتها التي كتبتها على الحائط، ثم ذهبت لتأخذ ثأرها من بهرام، ثم تنتحر، و لكن يأتي كوزغون و يصوب تجاهها سلاحه كي يحميها من أن تكون قاتلة، فيلعب عليها لعبة صغيرة، و حين تنجح كلماته في تهدأتها يقتل هو بهرام، و يطلب منها أن تذهب معه، لكنها ترفض و تصوب سلاحها في قلبها، فيستسلم لها و يتوسل لها أن لا تفعل و لاول مرة يظهر ضعفه اماما أحد و دموعه، لاول مرة يرفع رايته و يخبرها بحبه الكبير لها، لكن تلك الكلمة التي تمنت أن تسمعها منه منذ عودته لم تجعلها تعدل عن الانتقام الذي ارادت، بل رأت بها وسيلة لزيادة عذاب كوزغون اكثر، لقد حذرته و هو لم ينتبه و قالت "إذا سمعت تلك الكلمة فسأموت ايضاً".

لقد اطلقت على نفسها الرصاص و اخذ كوزغون يصرخ من أجلها و عليها و على قلبه الذي لم يُكتب له السعادة ابداً، بل كُتب عليه فقط الشقاء و التعاسة  الخسارة تلو الأخرى.

لقد وفت هي ايضاً بوعدها و ضربته من قلبه تماماً كما قالت، و كأن كل ما حدث بينهم ضمن خطة كبيرة منها، والآن يتعين على كوزغون أن يعيش مع الألم الذي حلق على قلبه و بهذا الندم على خسارة حبيبته الذي اضاعها من يده و هي لا ستحق ذلك. فهل يستطيع البقاء على قيد الحياة؟

ماذا كان سيحدث إذا صارحها كوزغون بشكوكه بها حول عملها مع الشرطة؟ و ماذا كان سيحدث إذا صارحته هي بأنها تعمل مع الشرطة للايقاع ببهرام ؟ ألم ترى بنفسها أنه كان يحميها من بهرام ؟ فلماذا لم تأتمنه على سرها، خاصة بعدما قررت ألا تقوم بتسليمه للشرطة؟ على الاقل لم يكن سيشارك في قتل والدها، لم تشعر أنه هو الذي قتل والدها، لم يتم تدميرها عن طريقه، كانت ستلجأ له في جرحها ليواسيها، و يطيب خاطرها بدلاً من الهروب منه بعدما اصبح هو جرحها، هذا المسلسل يعلمنا درساً حياتياً مهماً و هو أن الصدق هو اقصر طريق لقلوب العاشقين حتى يدوم بينهم الحب.

لقد شاهدنا النهاية المريرة لقصة حب لولا الانتقام لكانت ستخرج إلى النور، قصة حب لم يُكتب لها النجاة من ضغائن الماضي المرير و القلوب السوداء التي تعيش حياتها فقط للانتقام،  إذا كان كوزغون استمع إلى قلبه و حبه لبعض الوقت، فكان من الممكن أن تختلف الامور تمامًا اليوم.

 كانت هذه هي الحلقة  الأخير من الموسم الاول الذي شاهدنا فيه قصة انتقام غير عادية، فقد تركنا موسمًا ممتعًا للغاية.

و مع هذه الحلقة ، أدركنا أن أي شيء يمكن أن يحدث في أي لحظة  بهذا المسلسل، و لا نعرف ما إذا كانت ديلا قد ماتت أم لا، و هذا هو المحير في الامر خاصة ان الرصاصة اصابت قلبها تماماً، و لكن تم  تأكيد صناع المسلسل ان بورجو لم تنفصل عنه و انها ستكمل الجزء الثاني منه مع باريش اردوتش.

 و سينتظر المشاهدين الموسم الثاني منه على أحر من الجمر، و لا اعتقد ابداً أن الموسم الثاني سيكون افضل من الاول و لكن إذا حدث ذلك فسيكون عبقرية من كتاب العمل منقطعة النظير.

داليا محمد 

اقرأ ايضاً:

الحلقة الثانية عشر من المسلسل التركي “الغراب” … حلقة مكدسة بالمفاجآت

رداً على رسالة إحدى قارئات الموقع حول المسلسل التركي “الغراب

الحلقة الـ 11 من المسلسل التركي “الغراب” …حلقة قلبت كل الموازين و اشعلت السوشيال ميديا

تعرف على جميع تفاصيل حلقات المسلسل التركي "الغراب" و تحليل جميع الشخصيات