اهم الاخبار
الثلاثاء 01 يوليو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

المسلسل التركي "اسطنبول الظالمة" نجاح عالمي ساحق بعد حلقتين فقط ... رغم انخفاض نسب المشاهدة في تركيا

56
56

كتبت : داليا محمد

يوماً بعد يوم تزداد المنافسة بين الاعمال الدرامية المعروضة في تركيا بالموسم الدرامي الحالي، حيث  بدأ عرض المسلسل التركي الدرامى والعائلي "اسطنبول الظالمة" منذ اسبوعين فقط فى تركيا محققاً شعبية كبيرة و أشاد به عدد من الصحفيين الاتراك.

و اثار المسلسل ضجة كبيرة في تركيا حتى قبل عرضه و اصبح حديث الصحف و المجلات تحت عنوان  "العد التنازلي لأجل الظالمة"، و ذلك نسبة إلى اسمه الذي اثار فضول كبير لدى الجماهير و النقاد على حد سواء، خاصة و أن الظلم لا يقتصر على اسطنبول فقط.

و يبدو ان المسلسل التركي "اسطنبول الظالمة" سيكون من انجح مسلسلات القناة التركية "كنال دي"، حيث انه نال على اعجاب المشاهدين بشكل كبير،  حيث  وصلت نسبة مشاهدات الحلقة الأولى إلى  3.01، فيما حصل على المرتبة السادسة عشر في البرامج و المسلسلات الاعلى مشاهدة ليوم الاثنين، و بالرغم من انها تُعد نسبة منخفضة إلا انها جيدة بالنسبة لمسلسل يُعرض لأول مرة خاصة إذا كان عمل يُعرض على قناة كنال دي، ثم جاءت الحلقة الثانية لتحقق نسب مشاهدات اعلى بكثير وصلت إلى  4.87 و ارتفع إلى المرتبة السابعة في البرامج و المسلسلات  الاعلى مشاهدة ليوم عرضه، و بذلك ارتفع المسلسل في قوائم التصنيف ما يُعد امر مبشر لاستمرار عرضه، بعد القلق الذي انتاب الجماهير الذين تعلقوا بالمسلسل من أولى حلقاته بسبب عرضه على قناة كنال دي التركية التي لم يحالف الحظ مسلسلاتها في الفترة الاخيرة للاستمرار، و تم ايقاف جميع المسلسلات التي عُرضت عليها مؤخراً، و كان آخرهم مسلسل "المواجهة" الذي توقف عند الحلقة الرابعة و "الثنائي العظيم" الذي توقف عند الحلقة الـ12 .

و لكن اطمأن المشاهدين على مصير المسلسل و استمرار عرضه بعد نسب المشاهدة الجيدة التي حظى بها حتى الآن، و ايضاً بعد شراء حقوق عرض المسلسل من خمسة دول في معرض MipTV بمدينة كان الفرنسية، و ذلك بعد حلقتين فقط من عرضه في تركيا ما يُعد انجازاً بكل المقاييس و نجاح عالمي ساحق.

و المسلسل بالفعل يستحق المشاهدة والنجاح كونه يقدم ملحمة درامية اجتماعية معقدة للغاية، و المعروف عن الجمهور التركي أنه يفضل الدرامات العائلية و الاجتماعية، حيث تتضمن احداثه مأساة اجتماعية عن الشاب (نديم) الذي سقط من سقف القصر الذي يعيش به مع عمه و زوجة عمه و ابناء عمه، و لكنه صاحب كل شيء فتلك الاموال الطائلة ما هي إلا ميراثه من والده و عمه هو الواصي عليه بسبب ظروفه الصحية بعد سقوطه، حيث سبب هذا الحادث له صدمة دماغية ادت إلى شلل نصفي، و لكن لم تتوقف المأساة هنا فقط، بل تعامله زوجة عمه بقسوة شديدة  و تعطيه مضاد ذهني حتى لا يتم شفائه، و لا يستطيع أن يوشي بها و بابنها جينيك الذي يبدو أنه المتسبب في هذا الحادث بسبب غيرته من ابن عمه و اهتمام والده به بشكل زائد.

 كما نجد الاسرة الفقيرة المكونة من سحر و ابنها و بناتها الجميلات و جدتهم، تلك الأم المكافحة الكادحة التي تبذل قصارى جهدها لقضاء متطلبات ابنائها، تسعى لارضائهم و تحافظ عليهم و لو استطاعت ان تغلق رموشها عليهم  لفعلت دون تفكير، و لكن لو كان الفقر رجلاً لقتلته، فالفقر يقتل كل الحب و الحنان الذي تغدق به ابنائها، فالشباب الصغار و المراهقين يحتاجون لأكثر من الحب و الحنان، لا يكفيهم اهتمامها بهم و محاولاتها المضنية لاسعادهم، و كل ما ينظرون له هو الشيء الذي ينقصهم، لنجد جيمري رغم هدوئها و عقلها و ادبها فهي اكثر الابناء عقلاً و اتزان و حكمة إلا أنها تحب الغناء و تريد أن تصبح مطربة ناجحة و مشهورة و لكن والدتها ترفض ذلك خوفاً عليها من الانجراف في هذا الطريق الصعب و الشاق، أما الابن جيفان فهو الابن الطائش و المتهور الذي يحاول دائماً اثبات انه رب البيت و رجله و لكنه بتهوره يفسد كل شيء، لتأتي الفتاة الاكثر مشاكسة و جالبة المصائب لعائلتها، التي توافق أن تتزوج في مقابل الأموال، توافق أن تكون في سوق العبيد يتم شرائها كالسلع، فتاة منزوعة الكرامة و الكبرياء، تقبل أن تكون ذليلة في مقابل ان ينتشلها أحدهم من الفقر، و لم تكتفي بذلك إلا أنها اقامت علاقة غير شرعية مع جينيك و هي تعتقد انه بذلك سيتزوجها، فتاة لا تملك أي من الحياء أو الاخلاق أو أي شيئاً جيداً يُذكر.

عائلتان، واحدة تملك المال بلا حساب، تسكن القصور و تستقل افخم السيارات و لكنها تفقد الحب و التفاهم و احترام كلاً منهم للآخر، اسرة مفككة، شاب مريض قعيد، و ابن دمر حياة ابن عمه، و فتاة (داملا) انانية لا تهتم إلا بنفسها، ذنب كبير يعيش في قصر اصحاب القلوب الجاحدة، جريمة دمرت اسرة بأكملها فاسفرت عن شاب فاقد للحياة و شاب آخر يقتله الشعور بالذنب كل يوم و يجعله يرتكب المصائب يومياً هروباً من عذاب الضمير الذي يعتريه، و أم تفعل المستحيل لتداري على فعلة ابنها و ان كان الثمن أن تدمر ما تبقى من هذا المسكين ضحية جريمة ابنها، و اب يُحمل نفسه مسؤولية ما حدث بسبب اهماله لابن اخيه و اهماله الجثيم في تربية ابنه و ابنته، هل استطاعت الاموال شراء راحة تلك العائلة؟ هل استطاعت شراء حباً يجمعهم أو تفاهم يذيب ما بينهم من جبال الجليد و الحواجز ؟ انه ليس قصراً بل سجناً، فالسجن ليس فقط ابواب مغلقة و اسوار عالية و انما السجن هو أن يعيش الانسان في سجن ضميره الذي يؤرقه، أن يكون فرداً ضمن عائلة لا تشعر به، أن يسكن بيتاً يخلو من الحب و التفاهم، ان بفقد الكلام و الحركة و يمضي عمره على كرسي متحرك بسبب غيرة شخص آخر، أن يمتلك الانسان الأموال الطائلة و لا يستطيع أن يستمتع بها أو يشعر حتى بقيمتها.

و عائلة أخرى يعيشون في سجن الفقر و لا يعرفون قيمة ما يمتلكون من راحة بال و ضمير و ام افنت حياتها و شبابها في تربيتهم، ابناء لا يعرفون ان ما يملكونه لا يقدر بكنوز العالم اجمع.

تتقاطع طرق العائلتان معاً و بذلك سترى كما هائلاً من الثائيات الرومانسية بالطبع وسط هذا الكم الهائل من الابطال ما بين نجوم عمالقة و شباب من الوجوه الجديدة، حيث بدأ يتضح اعجاب السيد أغاه/ محمد فكرت كوشكان بسحر/ دينيز اوغور التي قبلت العمل لديه كخادمة  من اجل حماية ابنها، و كذلك التجاذب الواضح بين داملا/ سيماي بارلاس و جيفان، و لكن بقي المشاهدين في حيرة من أمرهم بخصوص الثنائي الاهم في العمل، فهل سيكون نديم و جيمري / سارة كتلوباي ثنائي رومانسي خصوصاً بعد أن وقع نديم في غرامها بالفعل، و اصبحت نفسيته أفضل بشكل كبير ما سيساعد في شفائه بشكل اسرع بالتأكيد، و لكن رغم العلاقة غير الشرعية التي اقامها جينيك/ أوزان دولوناي مع جيرين/ بهار شاهين، إلا ان اعجابه بجيمري بدا واضحاً بشكل كبير خاصة بعد صدور اعلان الحلقة الثالثة الذي ركز على مشاهد رومانسية تجمعهم معاً، فقصة حب جيمري ستجمعها مع من ؟

و انطلقت تعليقات رواد  السوشيال ميديا على الحيرة التي انتابتهم بخصوص قصة حب جيمري التي تدور في شكل ثالوث الحب الشهير و الذي شاهده الجماهير من قبل في مسلسل "فضيلة و بناتها" الذي عُرض الموسم الماضي، و الذي قامت بكتابته نفس كاتبة مسلسل "اسطنبول الظالمة"، حيث ظن المشاهدين أن الثنائي الاساسي في مسلسل "فضيلة و بناتها" هما هزان و سنان و دارت الاحداث في هذا الاطار على مدار 35 حلقة، لكن فجأة و بدون مقدمات أو أسباب تتغير مشاعر هزان لتحب شقيق حبيبها “ياغيز” الذي كان يعشقها منذ اللحظة الأولى التي رأها فيها و لكنه قاوم مشاعره حتى لا يجرح أخيه و بررت حبها الأول بأنه كان مجرد انبهار و اعجاب ليس إلا.

فقد أضاعت الكاتبة 35 حلقة من عمر المسلسل الذي تدور أحداثه في 50  حلقة بعلاقة وهمية فبعدما ظن الجميع أن “هازان” و “سنان” هما الثنائي الرومانسي الأساسي تنقلب الموازين فجأة دون أي مبرر منطقي.

و تمت الاشادة بجميع فريق العمل الذين أدوا ادوارهم على أكمل وجه و خاصة الفنان الشاب بركار جوفان الذي يلعب دور "المقعّد نديم" و ذلك منذ ظهوره بأول مشهد له في العمل الذي خطف انظار المشاهدين و النقاد بأدائه المبهر رغم صغر سنه وقلة خبرته، فاستطاع بمشاهد قليلة النجاح في كسب إعجاب المتابعين و تعاطفهم وتم الاشادة بأداءه في الكثير من المواقع التركية.