اهم الاخبار
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مجدى طنطاوى يكتب : قبل العاصفة.. هل يمهّد الإعلام المصري لقرار رئاسي يغيّر المشهد ؟

الوكالة نيوز

حين لا يخرج الصوت الإعلامي عن المسار الرسمي إلا لأحد سببين ، إما أن السلطة تريد أن تختبر حرارة الأرض ، أو أنها تستعد لخطوة كبيرة وتحتاج إلى تمهيد ناعم قبل أن تهبط القرارات الثقيلة.
لاحظنا في الأيام الأخيرة ان بدا الإعلام المصري بوجوهه الأكثر قربا من السلطة أحمد موسى و مجدى الجلاد وخالد أبوبكر وعمرو أديب وغيرهم ، وكأنه تحول إلى مرآة القلق الداخلي جرأة غير مسبوقة واعترافات علنية بأخطاء الانتخابات حديث عن مباريات “خاطئة” هجوم ناعم على مؤسسات كان يُعد الاقتراب منها “تابو” .

وهذا ليس تغيرا عفويا بل تحول محسوب ، والإشارات التي لا يجب تجاهلها ، عندما يتحدث هؤلاء فهم لا يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم ولا رغبة في تغيّر الواقع هؤلاء ليسوا معارضة بل مكبرات صوت تكشف ما يسمح به المايسترو وإذا سمح لهم اليوم بهوامش لم تكن موجودة بالأمس فهذا مؤشر علي الاتي : 
1. النظام يعترف بوجود تململ شعبي حقيقي لا يمكن تجاهله .
2. هناك تغيّر في الحسابات نفسها حول المرحلة القادمة . 
3. شيئا ما يُطبخ ويحتاج إلى إعداد نفسي للرأي العام .

تصريح كامل الوزير مفتاح اللغز إذ دخل على الخط تصريح لافت من وزير النقل كامل الوزير مع عمرو أديب يقول فيه إن الرئيس قال لمن حوله انه مستعد لـ إلغاء الانتخابات إذا لم تعبّر عن إرادة الشعب . 
هذا التصريح أضخم من سياقه ولا يصدر بهذه الصياغة إلا إذا كان رسالة مقصودة من “مكان أعلى” ، أو محاولة لاستباق موقف رسمي قد يثير جدلا ، أو بالحد الأدنى محاولة لامتصاص غضب يظهر بوضوح في الشارع والرأي العام .

الوزير لم يشرح كيف تُقاس إرادة الشعب ولا ما الذي يجعل الانتخابات “لا تعبر عنها” لكنه فتح بابا لم يكن مطروحا أصلا وهذه إشارة سياسية لا تخطئها العين .

هل سنسمع قرارا رئاسي قريب ؟..السؤال مشروع بل واجب ، فكل العناصر التي تظهر في الخطاب الإعلامي الآن تشبه لحظات ما قبل إعلان كبير .

تليين الأرضية ، أو الاعتراف بجزء من المشاكل ، أو الإيحاء بأن الدولة تسمع أو إصدار تصريحات صادمة لكنها محسوبة ، قد يكون القرار تعديلا ، أو إعادة تقييم في مسار الانتخابات ، أو خطابا رئاسيا يهدف لنزع الاحتقان ، أو تغييرات سياسية تنفيذية كبيرة ، أو حتى إعادة ضبط كاملة للمشهد ، لكن المؤكد أن الخطاب الحالي ليس مجرد ضوضاء إعلامية إنه نبرة انتقالية . 

لماذا اختيار هذه اللحظة ؟ : لأن الغضب أصبح ملموسا والضغط الاجتماعي لم يعد يمكن تغطيته بأغنية أو تقرير ولأن التعامل التقليدي مع الأزمات لم يعد يُجدي ولأن شرعية أي انتخابات في ظرف مثل هذا  تحتاج إلى ما هو أبعد من الصناديق .
الكل يدرك أن التوقيت حساس وأن المسكنات الإعلامية القديمة لم تعد تعمل لذا يُختبر الآن صوت جديد ولغة جديدة ورسالة جديدة كلها تقول : نحن نرى ، وندرس ؟ .. وقد نتحرك .

الخلاصة : 
نحن أمام مرحلة تتغير فيها اللغة وحين تتغير اللغة فهذا يعني أن قرارات في الطريق ، لا أحد يعلم ما شكل القرار ولا توقيته لكن المؤشرات كلها تقول إن مصر تقترب من لحظة مفصلية ،  لحظة تحتاج إلى خطاب جديد وتهدئة محسوبة وربما خطوة رئاسية تنقل البلد إلى مسار مختلف . 

المسرح يُعاد ترتيبه ، و الأصوات تغيّرت
والشارع ينتظر الستار لم يُرفع بعد ، لكنه بالتأكيد يتحرك ، فلنُدر ظهرنا لظلال الأمس التي أنهكت خُطانا ونفتح للغد صدورا عامرة باليقين فالوطن لا يُبنى باللطم على جراح اندملت ولا بالصراخ في وجه كل محاولة إصلاح بل يُبنى حين نُحسن استقبال كل خطوة تتجه صوب الضوء عندها فقط نترك مساحات اللعن والانقسام ونمضي معا نحو مشهد يُعاد ترتيبه بعقل راشد وقلب مُحب فنفرح ونقبل ونشجع .

 لأن الأوطان حين تنهض تحتاج من أبنائها إرادة بناء لا صخب هدم .