اهم الاخبار
الأحد 09 نوفمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

هشام النجار يكتب :،فكر علي الشرفاء ضد فتنة سمير مصطفى التكفيرية وامثاله

هشام النجار
هشام النجار

مؤخرًا نال سمير مصطفى شهرة عبر الخط التكفيري الذي يروج له بأسلوب مخادع يجمع بين التناقضات، ما جعل بعض الشباب يتأثرون به.
اتصل بي أحد الأصدقاء (من المهتمين والمراقبين المُهمين لهذا الملف) يسأل عن الطريقة الناجعة التي نحصن بها الشباب من الوقوع في براثن هؤلاء المُدّعِين فأجبته في جملة واحدة (فكر ورؤى علي الشرفاء الحمادي)، وبعد انتهاء المكالمة شرعت في كتابة هذا المقال لتوضيح الأسباب وشرح كيف يمكن لهذا الفكر أن يكون الحِصن الواقعي ضد أي سُم فكري تكفيري.
سمير مصطفى هو أحد الأسماء التي انتشرت في الآونة الأخيرة مستغلًا تسارع ورواج الفتن الرقمية واختلاط الحق بالباطل، ليزرع الشك والغضب في نفوس الشباب السطحيين؛ فقد روج لفكر تكفيري يلوّن الدين بعنف واغتراب ويحول رسالة الإسلام الرحيمة إلى وسيلة للإقصاء والتطرف.
تبدو دعوات هذا الشخص في ظاهرها روحانية مدافعة عن حصون الدين، لكنها في جوهرها سُم يفسد القلوب ويضلل العقول.
هنا يبرز بوضوح دور فكر أستاذنا علي الشرفاء الحمادي كحصن فكري يحصّن الشباب ويعيدهم إلى النُّور الذي لا يغش ولا يخدع؛ فالشرفاء لم يقف عند مجرد تحذير من المغالطات أو تشجيع على الانفتاح العقلي بل بنى رؤية متكاملة تحرك العقل والقلب معا وتعطي الشاب أدوات للتمييز بين الخطاب الإلهي الصافي وكل خطاب مزيّف يستغل الجهل والغضب.
يبدأ الشرفاء من فكرة مركزية وهي أن الإسلام ليس مجرد مجموعة نصوص أو أحاديث مفصولة عن سياقها بل خطاب إلهي متكامل يربط الروح بالعقل والواقع بالمعنى؛ ولذلك فإن مواجهة أي خطاب تكفيري لا تكون بنقد الظاهر أو الانفعالات فقط، بل بإعادة الشباب إلى تجربة مباشرة مع النص القرآني وفهم المقاصد الكبرى للشرع التي تقوم على العدالة والحرية والسلام والكرامة الإنسانية.
هذه العودة للخطاب الإلهي لا تنزع من الإنسان قدرته على التفكير بل تمنحه مناعة عقلية تجعل أي دعوى كاذبة أو تزوير للنص أو استغلال للشعور الديني واضحة للعيان.
لدى أستاذنا الشرفاء، وهو ما يفاجئ المتلقي أن القوة الحقيقية في مواجهة الفكر التكفيري ليست بالتحذير المستمر من الفتنة أو وصف المغرضين بالشر، بل بإظهار كيف أن التكفير والفكر الملوّث يقوم على اختزال الدين وتقديس البشر، بينما الخطاب الإلهي يحرر الإنسان من عبادة العشيرة أو القائد أو التاريخ العرقي، ويجعله يتوجه مباشرة إلى الله وحده.
هذا في نظري ما يجعل أي محاولة لتزييف الدين أو استغلال النصوص، سطحية وضحلة أمام عقل متأمل ومنفتح.
من الأمثلة العملية في أطروحات الشرفاء التي تحصن الشباب أن تعليم الشاب كيف يرى الإسلام كمنظومة أخلاقية متكاملة تربط الفعل بالنية والعبادة بالسلوك اليومي، يجعل من المستحيل أن يقنعه أي شخص بأن العنف والتكفير طريق للإيمان.
كما يوضّح الشرفاء في تحليله العميق لمسألة الجهاد والقتال الذي ليس إلا أداة دفاعية في ضوء مقاصد الشريعة وليس وسيلة للاستئثار بالسلطة أو الانتقام التاريخي كما يفعل التكفيريون، وهنا يكمن الفرق بين النص النقي الأصلي المقدس والخطاب التراثي المغلوط الذي يتلاعب به سمير مصطفى وأشباهه.
تأتي فكرة أخرى مهمة للشرفاء؛ وهي تحويل المعرفة الدينية إلى تجربة حياتية لا مجرد حفظ نصوص؛ فالشاب الذي يعيش القرآن في تفاصيل حياته يرى قيمة الحياة والعدل والرحمة في كل فعل وكل علاقة.
مع هذه التجربة الحقيقية لا تصبح مقاطع الفيديو المُلوثة وسيلة إقناع بل اختبارا للوعي والقدرة على التمييز، وهنا يظهر عبقرية الشرفاء في الجمع بين العقل والوجدان، بين النظرية والتطبيق، بين التربية الدينية والإنسانية.
مفارقة لافتة أن الشرفاء يشير إلى أن الشباب في عالم الفضاء الافتراضي ليسوا ضحايا للعنف الفكري بقدر ما هم ضحايا غياب تجربة عقلية ونقدية للروايات التراثية، وأي فكر تكفيري يروج للبساطة أو الغضب يستغل هذا الفراغ، أما من يربط فكره بالخطاب الإلهي الأصلي ويعيش مقاصد الشريعة فسيصبح غير قابل للغش بسهولة ويصعب على أي (سمير مصطفى) أن يسرق وعيه أو قلبه.
في النهاية مواجهة الفكر التكفيري حسب رؤية علي الشرفاء الحمادي ليست مجرد مقاومة سطحية بل صناعة وعي متكامل تربوي وفكري وأخلاقي، يجعل القرآن منارة يومية والحق الإلهي منطق حياة.
حين يعي الشباب هذا الفارق يعيش في حماية داخلية من أي سُم فكري خارجي؛ فالفكر العميق والشامل للشرفاء يقدم النموذج الحقيقي لمواجهة أي محاولات لتزييف الدين وتحويله إلى أداة للعنف أو التكفير أو الاستغلال.