اهم الاخبار
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

محمد الشنتناوي يكتب : بعثة رسالة السلام في نواكشوط .. نجاح فكري أضاءته رؤية علي الشرفاء

الوكالة نيوز

في معرض نواكشوط الدولي للكتاب برز جناح بعثة «رسالة السلام» بوصفه نقطة جذب مفتوحة للحوار لا مجرد رصيف لبيع الكتب. 
وراء هذا الحضور المتقن تقف رؤية فكرية صلبة صاغها المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، إذ تحول المحتوى إلى بوصلة تحريرية واضحة تعيد وصل القارئ بالخطاب الإلهي مباشرة وترجم قيم العدل والرحمة إلى لغة مدنية قابلة للتطبيق. 
هذا الوضوح المفاهيمي انعكس على تفاصيل التنفيذ: من اختيار العناوين وأسلوب العرض إلى إيقاع الجلسات الحوارية القصيرة التي جعلت الجناح مساحة للتفكير المشترك.
فمنذ الساعات الأولى، اصطفت أمام الجناح وجوه طلاب وباحثين وإعلاميين يبحثون عن خطاب يخاطب العقل بلا وسطاء. 
فوجد هؤلاء في أعمال علي محمد الشرفاء الحمادي ما يرفع سقف النقاش من جدل الهوامش إلى صلب الفكرة: الفصل بين الوحي الخالص وتراكمات التأويل، وإعادة تعريف التدين باعتباره منظومة قيم تنتصر لكرامة الإنسان. 
ومع كل جلسة تعريفية كانت الأسئلة تتكاثر وتتعمق، فيما يحافظ فريق البعثة على لغة موحدة تعكس جوهر مشروع علي محمد الشرفاء الحمادي وتجنب الخطاب الوقوع في فخ الاصطدام أو الاستفزاز.
لم يكن نجاح البعثة زينة منصات، بل حصيلة قراءة دقيقة لسياق نواكشوط الثقافي من خلال احترام الحساسية الدينية والاجتماعية، ما منح الرسالة مدخلا محليا راسخا. 

هذا التكييف لم يبدد أصل الفكرة؛ بل أجلس رؤية علي محمد الشرفاء الحمادي على مقعد قريب من القارئ الموريتاني، فصار الحديث عن «الخطاب الإلهي» و«حرية الضمير» جزءا من نقاش يومي تديره الجامعات وغرف التحرير، لا أطروحة معزولة في كتاب.
كما أن بنية المحتوى متعددة الطبقات ساعدت على توسيع دوائر التأثير: كتب تأسيسية، ملخصات من صفحة واحدة، مطويات سريعة، واقتباسات مكثفة تسهل الدخول إلى عالم الفكرة . 
كل ذلك جرى ضمن سردية تحريرية واحدة: فكر يحرر العلاقة بين الإنسان والنص كما يبينه علي محمد الشرفاء الحمادي، ويقيس صدقه بقدرته على صون السلم الأهلي واحترام القانون. 
ومع تدفق الزوار حافظ الفريق على دقة الأدوار؛ مستشار فكري يضبط المرجعيات، وميسر للحوار، ومسؤول علاقات إعلامية يوحد الرسائل ويضمن انتقالها إلى الصحافة والجمهور.
اللقاءات الجانبية مع أساتذة الجامعات واتحادات الكتاب والصحافة الثقافية منحت المعرض بعدا يتجاوز أيامه. 

هنا أيضا حضرت رؤية علي محمد الشرفاء الحمادي كإطار للتعاون: حلقات قراءة طلابية، ورش عمل قصيرة، ومقترحات وحدات تعليمية تترجم الفكرة إلى ممارسة. قياس الأثر اليومي — عبر بطاقات ملاحظات سريعة وتتبع كثافة التفاعل — سمح بتعديل الرسائل أولا بأول من دون التفريط بجوهر الخطاب، ما جعل الأداء يتطور خلال المعرض ذاته.
الخلاصة أن النجاح الذي حققته بعثة «رسالة السلام» لم يكن صدفة تنظيمية، بل نتيجة طبيعية لعمق رؤية وضع معالمها علي محمد الشرفاء الحمادي
وحين تلتقي الفكرة المتماسكة بالتنفيذ الذكي يتحول الجناح إلى ورشة تفكير عامة، وتتحول المشاركة في المعرض من مناسبة موسمية إلى بداية مسار ثقافي ممتد. هكذا رسخت البعثة حضورها، وهكذا تثبت تجربة نواكشوط أن الأفكار حين تقدم بصدق واتساق — كما يصنع علي محمد الشرفاء الحمادي — تجد طريقها إلى العقول والقلوب معا.