اهم الاخبار
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مجدى طنطاوى يكتب : من موسكو تصدح كلمة الحق .. الشرفاء يدعو إلى طي صفحات الكراهية وفتح عهد الرحمة

الوكالة نيوز

في زمن تتزاحم فيه الأصوات الصاخبة وتعلو رايات الصراع باسم الدين والسياسة والمصلحة، ينبثق من قلب العروبة صوت مختلف يحمل في نبراته الحكمة والرحمة، وينادي الإنسان في كل مكان أن يفيق من غفلة الكراهية.

إنه صوت المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، مؤسس مؤسسة رسالة السلام، الذي حمل على عاتقه ومعه مجموعة من المتطوعين من أصحاب الفكر والتنوير والتدبر، مشروعًا فكريًا وإنسانيًا يُعيد للخطاب الإسلامي روحه الأصيلة ويستنهض الضمير الإنساني من سباته الطويل.

  • موسكو.. عاصمة التنوع والتعايش

وفي موسكو، عاصمة التنوع والتعايش، تجتمع شعوب الأرض في مؤتمر “السلام طريق الشعوب للتعايش”، جاءت مؤسسة رسالة السلام لتقول للعالم بصوت واحد:

إن الإسلام ليس سيفًا يُشهر، بل نورًا يُستنار به، وليس صراعًا يُدار، بل سلامًا يُعاش بعيدًا عن التدليس والتزوير الذي أُلصق برسالة الله وبلاغه لرسوله القرآن الكريم.

  • روسيا لوحة التنوع والتعايش

قبل انطلاق المؤتمر حدثني رئيسه مؤكدًا أن روسيا يتجاور فيها أكثر من 192 طائفة تعيش في وئام وسلام.

هذا المشهد الإنساني الفريد لم يكن مجرد رقم، بل شهادة حية على قدرة البشر على العيش المشترك رغم اختلاف العقائد والثقافات.

ومن هنا جاءت مشاركة مؤسسة رسالة السلام لتُثبت هذا المعنى القرآني العميق: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات: 13) ، فالتعارف هو نواة الإنسانية وأساس الرسالات السماوية، لا التناحر ولا الكراهية.

وفي هذا الإطار رفعت المؤسسة شعارها الخالد: “الإنسان أولًا والسلام سبيلنا”

لتعلن أن الرحمة هي جوهر الرسالات، وأن العدالة هي الطريق الوحيد للأمن الحقيقي.

  • رؤية علي محمد الشرفاء.. فكر يعيد بناء العالم من جديد

من خلال مؤلفاته وأبحاثه العميقة، رسم علي محمد الشرفاء الحمادي خريطة طريق للبشرية التائهة، تدعو إلى تجاوز جراح الماضي ونبذ صراع الحضارات الذي أنهك العالم، وفتح صفحة جديدة تُكتب فيها معاني التعاون والعدل والرحمة.

لقد نادى الشرفاء بأن نعود إلى المنبع الصافي القرآن الكريم، حيث لا وسطاء ولا متطرفين، بل خطاب رباني يخاطب العقل والضمير معًا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (النحل: 125) ، ويرى الشرفاء أن المستقبل لا يُبنى بالحروب بل بالفكر، ولا يُرسم بالحقد بل بالحب.

فقد حان الوقت – كما يقول في فكره ومقالاته – لأن نكسر قيود الكراهية التي ورثناها من عصورٍ مظلمة، وأن نفهم أن الأرض لله وحده، وأنه استعمرنا فيها لنعمرها لا لنهدمها: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} (هود: 61)

  • الإسلام رسالة حياة لا ساحة صراع

تؤمن مؤسسة رسالة السلام أن الإسلام ليس هوية ضد الآخر، بل منظومة إنسانية تدعو إلى العدل وتُكرم الإنسان لكونه إنسانًا، لا لجنسيته أو عقيدته.

في فكر الشرفاء كما علِمه من القرآن، أن الإيمان لا يُفرض بالقوة ولا يُشترى بالخوف، بل يُبنى على القناعة والرحمة:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة: 256) ، ومن هذا الفهم العميق دعت المؤسسة العالم إلى إعادة اكتشاف الإسلام الحقيقي، الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين لا تهديدًا لهم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107)

إنها دعوة لتصحيح المفاهيم، وتحرير العقول من الأسر الفكري، وفتح الأبواب أمام حوارٍ صادق يليق بكرامة الإنسان الذي خلقه الله حرًا كريمًا، نحو عالم تُبنى حضارته على الرحمة والعدل.

  • آن للعالم أن يُنصت إلى صوت العقل والرحمة

لقد آن للعالم أن يُنصت إلى الأصوات العاقلة وسط ضجيج الكراهية، أن يفهم أن الرحمة ليست ضعفًا، وأن العدل ليس ترفًا، بل هما سر البقاء ومفتاح النهضة.

إن ما تقدّمه مؤسسة رسالة السلام اليوم ليس مجرد فكر ديني، بل مشروع إنساني عالمي يُعيد التوازن للعقل والروح، ويذكّر بأن التعاون على البر والتقوى هو السبيل الوحيد للخلاص من الفوضى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة: 2)

خاتمة – من موسكو إلى العالم رسالة لا تعرف الحدود

هكذا خرج صوت علي محمد الشرفاء الحمادي من موسكو ليخاطب قلوب الناس في كل مكان.

صوت يذكر البشرية أن الله لم يخلقنا لنكره بعضنا، بل لنتعاون ونعمر الأرض بالخير والسلام.

صوت يعلن أن القرآن هو دستور الرحمة والحرية، وأن من فهمه فهم معنى الحياة نفسها.

إنها رسالة السلام : التي تزرع النور في زمن العتمة، وتبني الجسور بين الأمم بدل أن تهدمها، لأن التعايش ليس خيارًا مؤقتًا بل هو طريقُ الحياة الوحيد، وطريق الله إلى قلوب عباده بالرحمة والعدل .