اهم الاخبار
الأحد 26 أكتوبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

عبد الراضي رضوان في حوار الساعة : لا نبيع الكتب في نواكشوط .. نحن نبني إنساناً ونغرس وعياً وتنويراً

- الرسالة الفكرية لـ علي الشرفاء الحمادي أصبحت مشروع أمة لا مشروع فرد .. يعيد قراءة الدين بنور القرآن

الوكالة نيوز
  • الأحاديث المدسوسة والموروثات المشوهة كبلت الأمة وأغرقتها في بحور من الظلام والجهل قروناً طويلة

على هامش فعاليات معرض نواكشوط الدولي للكتاب، كان لجناح مؤسسة " رسالة السلام " العالمية  حضور لافت أثار اهتمام الزوار والمثقفين، لما تضمنه من إصدارات فكرية جريئة ومؤلفات تحمل رؤية تنويرية عميقة للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .

.. وفي هذا السياق أجرينا هذا الحوار الخاص جداً مع الاستاذ الدكتور عبد الراضي رضوان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة والعميد الأسبق لـ كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، والذي تحدث بصراحة عن المشروع الفكري لمؤسسة رسالة السلام، وأسباب النجاح الكبير الذي حققه جناح المؤسسة في المعرض، وعن حاجة الأمة اليوم إلى فكر وسطي يحرّر الدين من قيود التفسير المدسوس والموروث المشوه ويعيد الأمة إلى نور كتاب ربها وهديه القرآني الكريم.

  •  سألناه في البداية .. كيف تقيّمون مشاركة مؤسسة " رسالة السلام " في معرض نواكشوط الدولي للكتاب هذا العام؟

** الحمد لله، المشاركة هذا العام كانت باهرة النجاح بكل المقاييس ، فلقد شهد جناح المؤسسة إقبالا واسعا متنوعا من مختلف فئات الجمهور الموريتاني، من أساتذة جامعات ومفكرين وشباب وطلاب علم ، ومثقفين .

واللافت للنظر أن الزوار لم يأتوا بدافع الفضول فقط، بل جاءوا بحثاً عن فكر جديد مختلف، يقدم قراءة عقلانية وروحية للإسلام، وهو ما تمثّله مؤلفات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي والتي كانت ومازالت محور الاهتمام والنقاش داخل الجناح

  • برأيك .. ما الذي يميّز مشروع المفكر علي الشرفاء الحمادي عن غيره من المشاريع الفكرية المعاصرة ؟

** المشروع الذي يقدمه المفكر علي الشرفاء ليس مشروعاً نظرياً أو خطاباً وعظياً إنما هو منظومة فكرية متكاملة تنطلق من  القرآن الكريم مصدرا  للهداية والإرشاد والتنوير الحقيقي ، وتدعو إلى تحرير الخطاب الديني من هيمنة السلطوية البشرية على الدين والتي شوّهت صورة الإسلام وأبعدت الناس عن جوهر الرسالة المحمدية .

وإحقاقاً للحق هو فكر يعيد للدين صفاءه وللعقل فعاليته و مكانته، ويؤكد أن الإسلام دين رحمة وعدل ومساواة، لا دين عنف أو إقصاء ، باختصار نحن أمام مشروع يواجه التطرف بالوعي، والغلو بالفهم، والجمود بالتجديد .

  • .. وكيف انعكس هذا الفكر على إصدارات المؤسسة المشاركة في المعرض الدولي بنواكشوط ؟

**  كل إصدار من إصدارات مؤسسة " رسالة السلام " هو ترجمة عملية للمشروع الفكري الذي يقوده المفكر الكبير علي الشرفاء ، فلدينا مؤلفات محورية مثل : " الإسلام رسالة رحمة .. ومضات على الطريق بأجزائه الأربعة .. المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي .. مسؤولية الخطاب الديني " .

وهذه الكتب تطرح رؤية جديدة تُعيد الناس إلى أنوار النص القرآني مباشرة ، وتبين أن رسالة الإسلام جاءت لتحرير الإنسان وتنويره تنويرا حقيقيا لا لتقييده .

  • شهد جناح " رسالة السلام "  إقبالا لافتا من الجمهور .. فـ كيف تفسّرون هذا التفاعل الجماهيري ؟

** أعتقد أن الناس سئمت الخطاب الديني التقليدي الذي يزرع الخوف بدل الأمل، ويقدم الدين كقيد لا كرحمة ، وحين يجد القارئ فكرا معتدلا يدعوه للتأمل بعقله، ويخاطب إنسانيته، يشعر بأنه أمام مشروع صادق ونبيل ، و هذا ما لمسناه في وجوه الزوار، الذين عبروا عن إعجابهم بالوضوح والبساطة والعمق في فكر الأستاذ علي الشرفاء .

  • هل تتوقعون أن يكون هذا الحضور بداية لـ شراكات فكرية أو ثقافية بين المؤسسة وجهات موريتانية ؟

** هذا ما حدث بالفعل خلال لقاءاتنا المستمرة مع عدد من الدوائر الحكومية والرسمية .. وبالتأكيد، هناك اهتمام من مؤسسات فكرية وجامعية موريتانية بالتعاون مع المؤسسة ؛ لأنهم قد وجدوها منفتحة على كل تعاون يخدم نشر ثقافة التنوير والسلام، خصوصاً في بيئة مثل موريتانيا التي تمتلك إرثا علميا راسخا وعقلا منفتحا.

كما أن الجميع قد أيقن بأن مشروع مؤسسة " رسالة السلام "  مشروع إنساني قبل أن يكون مشروعا فكريا ، وأن المؤسسة  ترحب بكل من يشاركها رغبتها وتوجهها الإصلاحي التنويري المنطلق من أنوار مرجعية النور الإلهي المنزل بالذكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

  • .. برأيك د عبد الراضي  .. ما الذي يحتاجه العالم العربي اليوم ليستعيد ثقافة التنوير التي ينادى بها مفكرون كبار مثلعلي الشرفاء ؟

** العالم العربي يحتاج إلى شجاعة فكرية قبل أي شيء ، ونحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في المناهج التعليمية، وفي الخطاب الديني الذي يقدم للناس ، وإذا لم نتحرر من التكرار والتقليد، فلن نتحرك خطوة واحدة نحو المستقبل ، وهنا أحسب ان فكر الأستاذ علي الشرفاء الحمادي يمنح خارطة طريق للخلاص من ظلام الجهل والخرافة إلى نور العقل والمعرفة .

  • .. وما الرسالة التي تود أن توجهها لجمهور معرض نواكشوط بعد هذا النجاح اللافت ؟

** رسالتي هي أن الفكر هو الطريق الحقيقي للسلام، وأن التنوير ليس ترفا ثقافيا إنما أصبح ضرورة إنسانية ملحة ، ومن هذا المنطلق ندعو كل قارئ أن يتماهى مع مؤسسة " رسالة السلام " لأنها تدعوه إلى التفكير بالعقل والمنطق بعيداً عن التلقين، تدعوه أيضاً إلى المحبة ونبذ البغضاء والكراهية، تدعوه وإلى أن يرى في الإسلام رسالة رحمة وعدالة للعالمين لا لفئة دون أخرى .

وأود ان أختم رسالتي بالتأكيد على أن مؤسسة " رسالة السلام " ستواصل حضورها في المحافل الثقافية الدولية، لأن المشروع الفكري لـ المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي لم يعد مشروع فرد ، انما هو مشروع أمة تتوق إلى نهضة فكرية تعيد للدين نوره وللإنسان كرامته ، ومؤسسة رسالة السلام  في معرض نواكشوط الدولي للكتاب لا لتبيع كُتبا إنما لتزرع وعيا وتنشر تنويرا وتبني جسور محبة .