اهم الاخبار
الجمعة 05 سبتمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

زلزال فكري " كل خميس " .. عدد يقلب الطاولة على الروايات وينتصر لـ رسالة الرحمن | صور

- علي الشرفاء يكتب للتاريخ ويُعيد السنة النبوية لـ جذورها القرآنية .. بـ مشروع تنويري يهزّ الثوابت الزائفة

الوكالة نيوز

صدر امس العدد "88"  من مجلة  "كل خميس" ، حاملاً في طيّاته ملفات فكرية وصحفية معمقة تتناول قضايا ملحّة من واقع الأمة، وذلك من خلال رؤية المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، والذي تصدّر مقاله الرئيسي صفحات العدد بعنوان : " سُنّة الرسول في القرآن .. أفعال رحمة وليست روايات متناقضة ".

وفي مقاله، يؤكد علي الشرفاء أن السنّة الحقيقية ليست الروايات المتوارثة المتناقضة، بل هي التجسيد العملي لقيم القرآن من رحمة وعدل ومساواة، كما عاشها وطبقها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا الطرح شكل الأساس الذي انطلقت منه باقي المواد التحريرية بالعدد، لتُبنى على ذات الخط الفكري وتتفرع إلى قضايا تمس جوهر الفكر والدين والمجتمع .

وضمن نافذة  " ما قلّ ودلّ " الحوارية، سلّطت المجلة الضوء على مقاصد الشرفاء الحمادي الفكرية، وكشفت عن رؤيته في تفكيك ما يُعرف بـ " الدين الموازي " ، الذي يتناقض مع التشريع الإلهي في القرآن الكريم ، وركّزت المادة على إبراز الرسالة المحورية للنبي بوصفه رحمة للعالمين، خُلقاً وسلوكاً ، لا عبر روايات بشرية متباينة .

وتناول العدد أيضاً في أحد مقالاته التحليلية أزمة الطائفية في العالم العربي، مشيراً إلى أنها أحد أبرز معوّقات بناء الهوية الوطنية، حيث تُقدّم الانتماءات المذهبية على قيم المواطنة ، وأكّد المقال أن تجاوز هذا الانقسام يتطلب العودة إلى القرآن الكريم كمرجعية موحِّدة تُعلي من شأن الإنسان والعدل .

وخصصت المجلة أيضاً مساحة لملف حقوق المرأة، حيث ناقشت التباين بين ما منحه القرآن من مكانة عادلة وكاملة للمرأة، وبين ما فرضته بعض الروايات الموروثة من قيود وظلم اجتماعي، مما يستدعي مراجعة شاملة لتصحيح هذا الخلل التاريخي .

وفي إطار ربط التاريخ بالواقع، توقف العدد عند وثيقة المدينة باعتبارها نموذج مبكر لبناء الدولة الحديثة على أساس المواطنة والمساواة، داعياً إلى استلهامها في زمن الانقسامات السياسية والمجتمعية .

وفي نافذة تاريخية موثقة، أعادت المجلة قراءة واقعة اقتحام القرامطة لمكة المكرمة وسرقة الحجر الأسود، مؤكدة أن انحراف الجماعات الدينية يبدأ حين يُقدَّم النص البشري المتنازع عليه على النص القرآني القطعي .

لم يغفل العدد الجديد أصوات الجيل الجديد، حيث أفرد ملف خاص لـ " مساحة الشباب " تضمن شهادات حية من شباب عرب تحدّثوا عن تأثير الطائفية في حياتهم اليومية، معبّرين عن تطلعاتهم لمستقبل يقوم على العدالة والتعايش والمساواة، بعيداً عن الموروثات التي تعمق الانقسام .

غير أنه يرأس تحرير المجلة الكاتب والباحث محمد الشتناوي، ويواصل من خلال هذا العدد ترسيخ التحالف فكري يتذكر للخطاب إلى الأصيل المتجذر في نصوص القرآن الكريم، في مواجهة الروايات المتوارثة التي شوحت معاني الرحمة والعدالة في الدين الإسلامي.