اهم الاخبار
الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

المرأة بين فكي الطائفية || قيد في يدها وسيف فوق رقبتها .. الفتاوي أطفأت أنوثتها وأهدرت أدميتها

- علي الشرفاء : استخدمها الرواة وقود لـ صراعات مذهبية .. انصفها القرآن وأهانها عباد الرحمن

جانب من غلاف المجلة
جانب من غلاف المجلة

أصدرت مجلة  " حواء نصف الدنيا " في عددها الجديد ملف خاص يرصد التأثير العميق للطائفية على المرأة العربية، من خلال رؤية فكرية تحليلية يقودها المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، وذلك في سياق يكشف عن الأبعاد الإنسانية والدينية والاجتماعية للقضية.

تضمّن العدد مقال رئيسي بعنوان “ الطائفية وأثرها على المرأة ” للمفكر علي الشرفاء، تناول فيه الكيفية التي تحوّلت بها المرأة إلى وقود لصراعات مذهبية، حيث يتم استخدام الدين كوسيلة لتبرير العنف الرمزي والجسدي ضد النساء، بينما القرآن الكريم في جوهره أنصف المرأة وكفل لها الكرامة والحقوق .

ويؤكد الشرفاء أن أحد أخطر أوجه الطائفية يتمثل في تشويه صورة المرأة عبر روايات بشرية لا تمت بصلة للرسالة الإلهية، داعيًا إلى العودة للنص القرآني كنص مرجعي للتحرير الإنساني وليس للهيمنة الذكورية .

جاءت افتتاحية العدد تحت عنوان “الطائفية قيد يكسر إنسانية المرأة”، مشيرة إلى أن الطائفية لا تمزق الأوطان فقط، بل تُفرغ المرأة من كينونتها وتحرمها من دورها كمواطنة فاعلة وشريكة في صنع المستقبل .

وتضمنت صفحات المجلة تحقيقات موسعة ترصد صور التمييز والانتهاكات التي تتعرض لها النساء في مناطق الصراع المذهبي، من العراق إلى اليمن، ومن لبنان إلى السودان وسوريا. وقد رُفِدت المادة التحريرية بشهادات واقعية لنساء تعرضن للعنف، الإقصاء، أو الاستغلال بسبب انتمائهن الطائفي .

ويضع علي الشرفاء في مقاله المرأة في قلب المواجهة مع الفكر الطائفي، مشيرًا إلى أن أخطر أشكال العنف ضد المرأة لا يتمثل في السلاح فقط، بل في الخطاب الديني المتطرف ، ويبرز الشرفاء أن المرأة لم تُقهر بالقوة فقط، بل بالنصوص الملفقة التي أُضفيت عليها قداسة زائفة ، ويرى أن تحرير الدين من قبضة الطائفيين هو الخطوة الأولى نحو تحرير المرأة واستعادة قيم العدالة التي نادى بها القرآن الكريم .

إلى جانب المقالات والشهادات، احتوى العدد على آراء لحقوقيين ومفكرين دعوا إلى إعادة بناء الوعي المجتمعي على أسس إنسانية ودينية حقيقية، بعيدة عن التحريض الطائفي أو الاستغلال السياسي للدين، مؤكدين أن تحرير المرأة من الطائفية هو شرط لتحرير المجتمع بأكمله .

الجدير بالذكر أن المجلة يرأس مجلس تحريرها  الكاتب والباحث محمد الشنتناوي، الذي شدد على أن المجلة تسعى عبر هذا الملف إلى فضح خطابات الكراهية التي تُمارس باسم الدين، والدفع نحو خطاب عقلاني يُنصف المرأة ويُعيد لها دورها القيادي في مجتمعاتنا.