علي الشرفاء يهز جدران الصمت .. ويوجه نداء من قلب العاصفة : الطائفية قتلتنا والقرآن يحيينا
- أمة على مفترق المصير .. عدد جديد من مجلة " كل خميس " يقلب الطاولة على روايات الفرقة وارهاب الفكر

صدر اليوم الخميس 28 أغسطس 2025، العدد الجديد من مجلة " كل خميس " و التي تصدر عن مؤسسة رسالة السلام، متضمّنًا مجموعة من المقالات والدراسات والتقارير الفكرية التي تُعالج بجرأة ووعي عميق قضايا الأمة وهمومها، في ظل طغيان الروايات على الآيات وغياب المرجعية القرآنية .

تصدّر العدد مقال المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي بعنوان : " سلام على أمة ضيّعتها الطائفية .. والقرآن منارة النجاة " ، وهو مقال يُعَدّ بمثابة نداء صادق يعكس روح المسؤولية التاريخية التي يحملها هذا المفكر التنويري تجاه أمته .

ففي هذا المقال، لم يكتف الشرفاء بتشخيص علل الواقع العربي والإسلامي، بل قدّم حلولًا عملية واضحة تقوم على العودة الصادقة إلى كتاب الله العزيز ، وأكد أن الطائفية ليست من الإسلام، بل هي انحراف عنه، وأن الأمة لم تضعف إلا حين هجرت القرآن واستبدلته بالروايات البشرية، وأن خلاصها الحقيقي لن يكون إلا بالاعتصام بكتاب الله، الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ .

هذا الطرح ليس جديدًا في مسيرة المفكر الكبير الشرفاء الحمادي بل هو امتداد لمشروعه الفكري الراسخ، الذي طالما نادى به عبر عشرات المؤلفات التي أرست قواعد إصلاح الخطاب الديني، وتحريره من سطوة الموروث البشري .

إن حضور المفكر علي الشرفاء في هذا العدد ليس مجرد مشاركة فكرية عابرة، بل يُعَدّ علامة فارقة تعكس قيمة رجل كرس حياته للفكر، وللدعوة إلى تصحيح مسار الأمة ، لذلك، ينظر إليه القرّاء بحق باعتباره رائد التنوير في العالم العربي والإسلامي، لا يهادن، ولا يجامل، بل يواجه بشجاعة التيارات التي حجبت نور القرآن خلف ستائر الروايات والمرويات المكذوبة، وجعل من مشروعه مشروع أمة لا مشروع فرد، مؤمنًا أن الإصلاح يبدأ من الفكر المرتكز على مرجعية القرآن الكريم .

يحمل العدد، إلى جانب المقال الرئيسي لـ علي لشرفاء، مجموعة من الموضوعات التي تتكامل معه في المضمون والهدف، وتضيء جوانب متعددة من أزمة الأمة الكبرى.

ففي نافذة " ما قَلّ ودلّ " نُشرت قراءة تحليلية لرؤية الشرفاء الحمادي حول ضياع الأمة نتيجة تضييعها المرجعية القرآنية، وهي المرجعية التي تتضمن القيم، والأحكام، والمبادئ، والأخلاق، الكفيلة بحفظ الأمة من الضياع، وتمكينها من أداء دورها الحضاري .

كما يجد القارئ علي صفحات المجلة مقالة مطولة بعنوان : " الهجر الكبير .. حين صار القرآن كتابًا مهجوراً " ، تسلط الضوء على تحوّل كتاب الله من دستور حياة إلى نص شكلي يُتلى دون تدبر أو عمل، مما أدى إلى إقصائه عن الحياة اليومية في السياسة والاقتصاد، والاجتماع، وتسبّب في فقدان الأمة لبوصلتها الحضارية .

وفي السياق نفسه، يتضمن العدد دراسة فكرية بعنوان : " الروايات أم الآيات .. صراع المرجعيات " ، تضع القارئ أمام حقيقة الانقسام الذي أصاب الأمة حين قدّمت الروايات على الآيات، مما أدى إلى نشوء طوائف متناحرة، كل منها تزعم امتلاك الحق المطلق، في حين تم هجر المرجعية القرآنية التي لا اختلاف فيها.

كما يتضمن العدد تقريراً تحليلياً بعنوان : " كيف مزّق خطاب الكراهية والتكفير الأمة ؟ " ، إذ يُسلط الضوء على أخطر ما ابتُليت به المجتمعات الإسلامية وهو تحوّل الدين من رسالة رحمة وعدل إلى أداة صراع ودمار، بفعل الروايات المكذوبة التي جرى توظيفها لتبرير التكفير وسفك الدماء ، ويُذكّر التقرير بأن القرآن الكريم لم يعرف إلا الرحمة والعدل، وأن ما يحدث اليوم ليس من الإسلام، بل من صنع البشر .

ومن خلال نافذة التاريخ، نقرأ مقالًا بعنوان : " سقوط الأندلس حين مزّقت الطائفية وحدة المسلمين " ، وهو قراءة عميقة في تجربة الأندلس، تؤكد أن أي أمة تهجر كتاب الله وتستبدله بمرجعيات بشرية، لا بد أن تسقط مهما بلغت قوتها، وأن الطائفية كانت وستظل سببًا رئيسيًا في الانهيار.

ولا يغفل العدد قضية الشباب، حيث يتناول تقرير بعنوان : " جيل يبحث عن المرجعية .. القرآن أم الروايات ؟ " ، نقاشات حيّة عبر الفضاء الإلكتروني، استعرضت تفاعل الشباب مع مقال المفكر علي الشرفاء الحمادي ، واعتباره مرآةً لأسئلتهم الكبرى حول الحرية والعقيدة والوصاية المجتمعية .

وقد كشف التقرير أن الجيل الجديد بدأ يُدرك أن الخلاص الحقيقي لن يكون إلا بالعودة إلى المرجعية القرآنية، التي تعترف بحرية الإنسان، وتُبنى على العدل والرحمة، وترفض الوصاية باسم الدين التي لم تعد إلا قيدًا بشريًا يجب التحرر منه.

ويضم العدد تحقيق شامل بعنوان : " الطائفية وأزمات العرب المعاصرة .. من فلسطين إلى اليمن " ، ويرصد فيه كيف تحولت الطائفية إلى مرض مزمن ينهش جسد الأمة، من فلسطين والعراق إلى سوريا واليمن والسودان، ويؤكد التحقيق أن الخلاص الوحيد هو العودة إلى القرآن كمرجعية جامعة تتجاوز كل الانقسامات .

ويضع التحقيق القارئ أمام صورة مؤلمة للواقع العربي المعاصر، لكنه في الوقت نفسه يستلهم من فكر الشرفاء الحمادي دعوة واضحة إلى الانعتاق من الطائفية، وبناء مشروع وطني جامع يُعيد للأمة وحدتها وإنسانيتها .
الجدير بالذكر ان أن رئيس مجلس تحرير المجلة هو الكاتب والباحث محمد الشنتناوي .