القرآن أول الطريق || لا دعاء بدون التزام بـ وصايا كتاب الله .. المناجاه وعد مشروط بـ الطاعة
- الشيخ نور الدين إيلبيدي يشرح لـ طلاب بنين .. رؤية علي الشرفاء حول ارتباط الدعاء بطاعة الله

في إطار مواصلة نشر الفكر المستنير في القارة الأفريقية، قدّم الشيخ نور الدين إيلبيدي، مؤسس ومدير مدرسة النور التعليمية بدولة بنين، شرحًا مبسطًا وموسعًا لطلاب مدرسته حول رؤية المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، بشأن العلاقة بين الدعاء وطاعة الله، وهي الرؤية التي تناولها المفكر في مقاله المعنون : الدعاء المستجاب مرهون بطاعة الوهاب .
ويأتي هذا النشاط ضمن جهود متواصلة لنشر فكر المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي " الأب المؤسس " لـ مؤسسة رسالة السلام وبمتابعة مستمرة من الدكتور معتز صلاح الدين، رئيس مجلس أمناء المؤسسة بالقاهرة.
وتحدث الشيخ نور الدين إيلبيدي إلى الطلاب بلغتين : العربية ولغة يوروبا (إحدى اللغات المحلية في بنين)، حيث أوضح المفاهيم الرئيسية التي وردت في رؤية المفكر الشرفاء الحمادي ومن أبرزها : " أن استجابة الدعاء مرتبطة بعدة شروط حددها القرآن الكريم " وأهمها : " الإيمان بالله .. العمل الجاد والأخذ بالأسباب .. طاعة الله باتباع أوامره في القرآن .. أداء الفروض واجتناب المحرمات .. التمسك بالأخلاق الحسنة كالعدل والرحمة " .
واستشهد بما جاء في القرآن الكريم: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان” (البقرة: 186).
وأوضح الشيخ أن الدعاء لا يكون فعالًا إلا إذا اقترن بالسعي والعمل، ضاربًا مثالًا بالطالب الذي يريد النجاح، مشيرًا إلى أن الاجتهاد في الدراسة ثم الدعاء هو الطريق الصحيح، بينما الاتكال على الدعاء فقط دون بذل أي جهد لا يؤدي إلى نتيجة.
حذّر الشيخ نور الدين من بعض من وصفهم بـ”الشيوخ المضللين”، الذين يروجون لأفكار خاطئة توهم الناس أن الدعاء وحده دون عمل كافٍ لتحقيق النجاح، مؤكدًا أن الإسلام دين عمل ومسؤولية، وليس دين اتكالية أو خرافات.
كما أشار إلى خطورة الاعتماد على روايات بشرية غير موثوقة، والتي تسببت – وفق رؤية المفكر علي الشرفاء – في الانقسامات والفتن داخل الأمة الإسلامية، داعيًا إلى الرجوع إلى القرآن الكريم كمصدر وحيد للهداية والتوحيد.
وأكد الشيخ أن طاعة الرسول محمد ﷺ تعني اتباع ما أنزله الله عليه من القرآن، مستشهدًا بقوله تعالى: " فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد” (ق: 45).
اختتم الشيخ نور الدين اللقاء بالتأكيد على أن الدعاء لا يُستجاب باللسان فقط، بل يتطلب إيمانًا حقيقيًا بالله، وعملًا صالحًا، وطاعة لما أمر به في القرآن الكريم ، وأن من يهجر القرآن ويتبع الأوهام فلن ينجح في دنياه، ولا في آخرته.
يُعد هذا النشاط نموذجًا لتواصل الفكر الإسلامي المعتدل مع المجتمعات الأفريقية، عبر نشر الوعي الديني الصحيح، وربط مفاهيم العقيدة بالعمل والالتزام الأخلاقي، ضمن رؤية مؤسسة رسالة السلام الهادفة إلى إحياء منهج القرآن ونشر قيم التسامح والسلام .