من عبودية الفتوى إلى عبادة الله | الحرية تبدأ من القرآن .. والمرأة تُطلق صوتها بلا خوف
عدد جرئ من مجلة " حواء نصف الدنيا " يفكك قيود لوصاية .. ويستدعي النص القرآني لـ مناصرة المرأة

صدر امس الإثنين العدد رقم 40 من مجلة " حواء نصف الدنيا " الصادرة عن مؤسسة رسالة السلام، متضمناً مجموعة من الملفات الفكرية والاجتماعية التي تسلط الضوء على قضايا المرأة من منظور قرآني معاصر، مستلهمةً رؤية المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، الذي شدّد مراراً على أن القرآن الكريم هو كتاب الحرية والكرامة الإنسانية، وأن ما يخالفه من خطاب بشري لا يعدو كونه اجتهاداً معرضاً للخطأ والصواب .

يفتتح العدد برؤية محورية مفادها أن زمن المرأة قد أتى، وأن صوتها الحر لم يعد خياراً بل ضرورة حضارية لصناعة المستقبل، مؤكداً أن الشراكة بين الرجل والمرأة في المسؤولية والتكليف القرآني هي قاعدة لا تقبل التمييز أو الإقصاء ، واستشهدت المجلة بالآية الكريمة : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " [البقرة: ٢٢٨] .. لتوضح أن المرأة لم تكن ظلاً للرجل، ولا كائناً ناقصاً كما صوّرتها بعض المرويات التراثية .

وفي ملفها الرئيسي تحت عنوان : " المرأة وصوتها الحر .. من الصمت إلى صناعة القرار " ، تناقش المجلة قضايا الحرية الفردية ودور المرأة في المجتمع، معتبرةً أن تغييب صوت النساء لعقود لم يكن قَدَراً إلهياً ، بل نتيجة مباشرة لهجر رسالة القرآن والخضوع لأعراف وفتاوى متحيزة ، الملف يضم مقالات وتحقيقات وشهادات حية، تؤكد أن الإسلام جاء ليحرر الإنسان " رجلًا وامرأة " من عبودية البشر إلى عبادة الله وحده .

وفي تحقيق صحفي بعنوان : " العنف الأسري بين التستر وكسر الصمت " ، تسلّط المجلة الضوء على معاناة المرأة العربية في مواجهة ثقافة تبرر العنف بوصفه " شأنًا داخليًا " بينما هو في حقيقته جريمة تهدد الأسرة والمجتمع ، ويورد التحقيق مقولة للمفكر الشرفاء : " القرآن أنزل ليكون كتاب رحمة وعدل، وقد حذر من الظلم بكل أشكاله، لأن الظلم هو أساس انهيارالمجتمعات .

وفي مقال تحليلي بعنوان : " وصاية المجتمع قيود على نصف الأمة " ، تطرح المجلة قضية الوصاية المجتمعية على المرأة، معتبرةً أن الخطر الحقيقي لا يكمن في منعها من التعليم أو العمل، بل في مصادرة إرادتها الفردية بذريعة حماية الأسرة ، ويُستشهد بالآية القرآنية : " أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض " [آل عمران: 195] ، لتؤكد أن المساواة في المسؤولية والجزاء هي مبدأ قرآني أصيل .

و تحت عنوان : " الحرية مسؤولية قبل أن تكون حقاً " ، تقدّم المجلة قراءة عصرية للنص القرآني، توضح أن الحرية ليست تمرداً بل وعياً بالاختيار والمسؤولية مستشهدةً بشخصية بلقيس ملكة سبأ كنموذج للقيادة النسائية الحكيمة، التي فضّلت السلم وشاركت في القرار دون استبداد.

وفي قسم التاريخ، يتناول العدد قصة بلقيس باعتبارها شهادة قرآنية على قدرة المرأة على القيادة وصنع القرار السياسي، مشدداً على أن العدل والكفاءة لا الجنس أو الشكل هما المعيار الحقيقي في القرآن الكريم .

الجدير بالذكر أن مجلة " حواء نصف الدنيا " يرأس مجلس تحريرها الكاتب والباحث محمد الشنتناوي .
