اهم الاخبار
الأحد 03 أغسطس 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الزكاة حصن أمان لـ الأوطان .. تحمي من ذل العوز وتعزز شموخ المحتاجين

مؤسسة رسالة السلام تجهز لـ مؤتمر دولي حوّل فريضة الزكاة .. مشروع حضاري يحي شعوب العالم من رماد الفقر

الوكالة نيوز

في إطار التحضير لمؤتمر " الزكاة ضرورة أمنية قصوى لحماية المجتمع من الاضطرابات " ، نظمت مؤسسة " رسالة السلام" أول ورشة عمل تحضيرية تحت عنوان " الزكاة صمام أمان الأوطان " ، وذلك بمقر المؤسسة في القاهرة، تنفيذاً  لتوجيهات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .

استعرضت الورشة أبعاد متعددة لفريضة الزكاة، مستندة إلى الرؤية الفكرية والقرآنية التي يتبناها المفكر علي الشرفاء، والتي تؤكد أن الزكاة تمثل 20% مما يكسبه المسلم، وليست مجرد عبادة موسمية، بل مشروع حضاري شامل له أبعاد أمنية واقتصادية ونفسية.

  • الزكاة أداة للتنمية ومكافحة الإرهاب

أدار الورشة الكاتب الصحفي الدكتور معتز صلاح الدين، رئيس مجلس أمناء مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة والذي افتتح اللقاء بالإشارة إلى أن الزكاة، وفقًا لرؤية المفكر الكبير علي الشرفاء، تمثل أداة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتعد أحد الوسائل الفعالة لتحصين المجتمعات من التطرف والإرهاب، من خلال سد احتياجات الفقراء والمحتاجين، ومنع استغلالهم من قبل الجماعات المتطرفة .

  • الزكاة ضمان للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي

شارك في الورشة عدد من الأكاديميين والخبراء، على رأسهم الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ الاستثمار والعميد السابق لكلية التجارة جامعة الزقازيق، الذي قدم رؤية متكاملة حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للزكاة، مؤكداً أن الزكاة تسهم في إعادة توزيع الثروة، معالجة البطالة، تقليل الفجوة بين الطبقات، وتحفيز الاستثمار.

وأوضح الشوادفي أن الزكاة يمكن أن تكون أداة فعالة لمعالجة التضخم، وتقوية الدخل القومي، شريطة وجود مؤسسة مستقلة تشرف على جمعها وتوزيعها بشفافية، مؤكداً أهمية التكامل بين سياسات الزكاة والضرائب .

كما استعرض النماذج المؤسسية المختلفة لإدارة الزكاة كما هو مطبق في بعض الدول كالسودان وماليزيا وباكستان، داعياً إلى تبني هيئة مستقلة لإدارة موارد الزكاة في مصر، كما اقترح المفكر علي الشرفاء الحمادي .

  • الزكاة وأثرها النفسي في المجتمعات

وفي محور مختلف، تحدث الدكتور محمد المرصفي، أستاذ الصحة النفسية، عن الأثر النفسي العميق للزكاة، موضحاً أنها تزرع الطمأنينة في نفس المزكي والمستحق على السواء، وتقلل من مشاعر الأنانية والدونية، كما تساهم في تعزيز القيم الاجتماعية .

وأضاف المرصفي أن المال ليس مجرد أداة تبادل، بل يحمل أبعاداً نفسية متعلقة بالشعور بالأمان والاستقلال، مؤكداً  ضرورة التعامل مع الزكاة كوسيلة مؤسسية لمعالجة الفقر، وليس فقط من باب العمل الخيري .

  • توحيد الجهود وتوسيع الوعي

وشهدت الورشة عدداً من المداخلات البارزة من أعضاء المؤسسة وشخصيات فكرية وإعلامية ، حيث أكد الدكتور عبد الراضي رضوان، نائب رئيس مجلس الأمناء، أن الورشة تمثل بداية جادة لمؤتمر فكري شامل، حيث ناقشت الجوانب الاقتصادية والنفسية للزكاة، وتوظيفها كأداة تنمية .

أما الدكتورة آمال نمر، عضو المجلس القومي للمرأة، فأكدت أن للنساء دوراً مهماً في حث الأسر على إخراج الزكاة، مشيرة إلى أثرها النفسي والاجتماعي في الأسرة والمجتمع.

من جهته، قال المحامي أحمد كمال إن الزكاة تساهم في حماية المجتمع من الإرهاب، مشددًا على أهمية رؤية المفكر الشرفاء في هذا المجال، فيما دعا الباحث والكاتب محمد الشنتناوي إلى تحرير الزكاة من موسميتها وتفعيل دورها المستدام.

  • الزكاة مشروع حضاري شامل

الأديبة ابتهال عبدالوهاب أشادت بكتاب الأستاذ علي الشرفاء  " الزكاة صدقة وقرض حسن " ، معتبرة أنه يقدم تصوراً حضارياً متكاملاً للزكاة كأداة تنمية، فيما طالب الكاتب الصحفي كامل كامل بإعادة النظر في النسب التقليدية للزكاة، وتوعية المجتمع بما ورد في القرآن الكريم من أحكام دقيقة ومباشرة .

وتحدث الكاتب الصحفي هشام النجار عن البعد التاريخي للزكاة، مؤكداً أن الابتعاد عن النص القرآني أدى إلى غياب الفهم الحقيقي، فيما وصف الكاتب الصحفي محمد فتحي الشريف الزكاة بأنها ضرورة لحماية كرامة الفقراء وصون تماسك المجتمع .

  • نحو تفعيل مؤسسة وطنية للزكاة

وفى الختام قام د. معتز صلاح الدين رئيس مجلس أمناء مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة بتلاوة

التوصيات الصادرة عن ورشة العمل وهى  .

أولاً : ضرورة وجود هيئة رئيسية مستقلة تتولى مهام  إدارة الأنشطة الخاصة بالزكاة والأعمال التطوعية فى المجتمع لمحاولة ترشيد العمل والاستفادة من قيمة الزكاة المجتمعية وخدمة القضايا الاجتماعية وهذا يتطلب اصدار تشريعى وبناء هيكل تنظيمي مرن ومناسب وتشكيل مجلس إدارة وتكوين موارد بشرية واتخاذ التدابير اللازمة لذلك والاشادة فى هذا الصدد بمقترح المفكر العربي الاستاذ على الشرفاء الحمادي الخاص بإنشاء هيئة عليا لإدارة موارد الزكاة حتى تتحقق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة ومواجهة ما تقوم به الجماعات الإرهابية .

ثانياً : أهمية أن يتم أداء الزكاة كما وردت في القرآن الكريم حتى تكون بمثابة صمام الأمان للمجتمعات والأوطان .

ثالثاً : ضرورة الاعتماد على الإطار القومى للمعلومات والتحول إلى الاقتصاد الرقمى وتطبيق الشمول المالى وان تكون  كافة البيانات والمعلومات فى التبادل بين الأفراد متوافرة وتكوين رؤية قومية على المدى الطويل  لإدارة الأنشطة والأعمال الزكوية  تأخذ فى اعتبارها البيئة الاقتصادية والاجتماعية .

رابعاً : التأكيد على أن أداء الزكاة كما وردت فى القرآن الكريم سيكون له دور وأثر نفسى ايجابى سواء لدافع الزكاة أو متلقى الزكاة على المستوى الفردي وكذلك الأثر النفسى الايجابى على المجتمعات والأوطان .