اهم الاخبار
الإثنين 28 أبريل 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الاقتصاد

" أزمة الاستشراق المخضرم " امام المؤتمر الدولي الأول للاستشراق بالدوحة | صور

د عبد الراضي رضوان يقدم قراءة نقدية حول أزمة الهوية .. وسط 350 أكاديمي من 50 دولة من قارات العالم

الوكالة نيوز

كشفت دراسة علمية حديثة عن أزمة عميقة تضرب الخطاب الاستشراقي المخضرم، في ظل التحولات المنهجية والمعرفية التي أعقبت نشوء الاستشراق الجديد ، بيّنت الدراسة أن الانتقال من الأطر التقليدية الراسخة إلى مناهج أكثر نقدًا وتعددية، أفرز صراعًا داخليًا بين الالتزام بالسرديات القديمة ونزعات التجديد، مما انعكس على موضوعية الدراسات الاستشراقية ومدى نزاهة تصورها للشرق الإسلامي وحضارته . 

وفي بحث علمي نوعي بعنوان “أزمة الاستشراق المخضرم بين سطوة القديم ونزعات الجديد”، قدّم الدكتور عبد الراضي رضوان، أستاذ الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان وعميد دار العلوم الأسبق بجامعة القاهرة، دراسة معمقة تناول فيها الصراع المنهجي والمعرفي الذي يعتري تيارات الاستشراق الحديثة.

وقد قُدم البحث ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الأول للاستشراق، المنعقد بالعاصمة القطرية الدوحة بمشاركة ٣٥٠ مستشرقًا وأكاديميًا من خمسين دولة من مختلف قارات العالم .

وبحث الدكتور عبد الراضي جذور الأزمة التي انفجرت مع مؤتمر باريس عام 1973، حين تخلى الاستشراق التقليدي عن اسمه ومسماه التاريخي، ليولد “الاستشراق الجديد” محمّلاً بأطروحات التعددية، والنقد الذاتي، والانفتاح على واقع الشرق بعيدًا عن الصور النمطية القديمة غير أن هذا التحول لم يمر دون أن يترك جرحًا غائرًا في جبهة المستشرقين المخضرمين الذين نشأوا في كنف المدارس التقليدية، فتاهوا بين إرث السرديات القديمة ومتطلبات المناهج الجديدة.

تناول البحث بتشريح دقيق المعضلتين الكبريين اللتين واجهتا الاستشراق المخضرم: أولا، محاولته الإفلات من أسر السرديات التأويلية العتيقة التي صنعت صور الشرق، وثانيًا، تصديه للتيارات السياسية الجديدة التي أعادت رسم صورة الإسلام كعدو للحضارة الغربية عبر نماذج مثل برنارد لويس وصموئيل هنتنجتون وفوكوياما.

وفي إطار تحليله النقدي، قدّم الدكتور عبد الراضي قراءة معمقة لتجربة المستشرقة كارين آرمسترونج، باعتبارها نموذجًا لمحاولة تقديم سردية معاصرة عادلة عن الإسلام، قبل أن تصطدم بحملة شرسة هدفت إلى إسكات الأصوات المنصفة، وإعادة فرض سرديات التشويه القديمة تحت قناع أكاديمي مستحدث.

بهذه الرؤية التحليلية المتعمقة، طرح البحث أسئلة جريئة حول مصداقية الاستشراق المعاصر، وكشف التوتر العميق القائم بين إرث الاستشراق الكلاسيكي ونزعات التحديث، مشددًا على أن إصلاح الخطاب الاستشراقي ما يزال رهين مواجهة شجاعة مع رواسب الماضي وسلطاته الخفية.