رسالة السلام تشعل شرارة التنوير من القاهرة .. انطلاقة فكرية عابرة للحدود والأديان | صور
إطلاق أقوى مشروع فكري لكسر جدران الكراهية .. مدّ جسور الفكر بين الشرق والغرب وإعادة تشكيل الوعي العالمي

في خطوة جديدة نحو توسيع نطاق التأثير الفكري والإنساني، استقبل مكتب مؤسسة “رسالة السلام” بالقاهرة برئاسة الدكتور معتز صلاح الدين رئيس المؤسسة بالقاهرة ، المفكر شكري الميموني، رئيس مكتب المؤسسة في باريس، وذلك في اطار لقاء حواري موسّع جمع قيادات المؤسسة بالقاهرة لبحث آليات تفعيل رؤيتها الفكرية على الأرض، وتوسيع مجالات عملها داخل مصر وخارجها، بما يعزز رسالتها في نشر ثقافة السلام والتعايش.

- تأكيد ثوابت ورؤية المؤسسة
اللقاء الذي ساده جو من التفاهم العميق والرغبة الصادقة في البناء، شكّل منصة لتأكيد ثوابت المؤسسة، حيث أوضح الميموني أن “رسالة السلام” لا تعمل من منطلق ديني تقليدي، بل تمثل كيانًا فكريًا وإنسانيًا يستند إلى آيات القرآن الكريم ومقاصده السامية، في سعيها لترسيخ قيم الحوار، ونبذ العنف، وتجاوز خطاب الكراهية، تحت مظلة عقلانية مستنيرة تستوعب الجميع ، وأضاف أن مصر بما تمثله من ثقل ثقافي وديني تظل المقر الدائم والرئيسي للمؤسسة، ومنها تنبثق المبادرات وتُدار الحوارات، لتصل رسائل التنوير إلى المحيطين العربي والدولي.

- دعوة لتفعيل المبادئ
وشدد الميموني على أن الوقت قد حان للانتقال من التنظير إلى التنفيذ، ومن طرح المبادئ إلى تطبيقها، عبر احتكاك مباشر مع فئات المجتمع المختلفة، وتفعيل الشراكات مع مؤسسات الدولة والنخب الفكرية، باعتبار الاصطفاف خلف الدولة ركيزة لا غنى عنها في بناء السلام المجتمعي وترسيخ الاستقرار.
- مبادرات جديدة للأجيال القادمة
وفي سياق اهتمام المؤسسة بالأجيال القادمة، طرحت عدة مبادرات تستهدف الجامعات والمدارس، على رأسها إدخال “حصص تربص” داخل الجامعات لترسيخ مفاهيم التسامح والتعددية، مع تخصيص جوائز تحفيزية للطلبة الذين يعكسون روح المؤسسة في أعمالهم البحثية. كما جرى التباحث بشأن عقد مؤتمر دولي سنوي يشمل مفكرين وباحثين وطلابًا من مختلف دول العالم، ليكون منصة للحوار والتبادل الثقافي، لا سيما في ظل تزايد إقبال مواطني الدول الغربية على دراسة الإسلام والدخول فيه.

- الحوار بين الأديان
ولم يغب عن اللقاء التأكيد على أهمية الانفتاح على الأديان الأخرى، والعمل على بناء قنوات للحوار مع المؤسسات المسيحية واليهودية والشرقية، انطلاقًا من إيمان المؤسسة بأن السلام الحقيقي لا يُبنى إلا على قاعدة الاحترام المتبادل والمعرفة المشتركة.
- مقترحات تعزز الحضور الثقافي
وخلال الاجتماع، ناقش الميموني مع الدكتور معتز صلاح الدين، رئيس مجلس أمناء المؤسسة بالقاهرة، وقيادات واعضاء المؤسسة بالقاهرة حزمة من المقترحات العملية التي تهدف إلى ترسيخ حضور المؤسسة في المشهد الثقافي والفكري، والتي تم التوافق على المضي قدمًا في تنفيذها، وشملت:
• تعزيز مشاركة الشخصيات المسيحية ذات الثقل داخل المؤسسة، والانفتاح على الكنائس عبر لقاءات دورية مع شبابها، وقد تُوّج ذلك بضم القس والمفكر الدكتور جرجس عوض إلى المؤسسة، حيث اختاره المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي أمينًا عامًا للمؤسسة.
• إنشاء موقع إلكتروني متخصص لنشر فيديوهات الذكاء الاصطناعي ذات الطابع التوعوي، للوصول إلى جمهور أوسع.
• إطلاق صفحة جديدة على فيسبوك تحمل اسم “مؤسسة رسالة السلام”، لنشر أخبار المؤسسة وفعالياتها وأفكارها.
• فتح باب العضوية في “نادي مؤسسة رسالة السلام للتنمية الثقافية”، كإطار جامع للراغبين في المساهمة بالأفكار والمبادرات.
• إنتاج لقاءات فيديو قصيرة مع نخب من جنسيات مختلفة، للتعليق على رؤى المفكر علي الشرفاء وأهداف المؤسسة، وقد بدأ تنفيذ ذلك بالفعل.
• إطلاق حملة إلكترونية لرسائل قصيرة من أقوال المفكر الشرفاء، تُنشر مكتوبة أو مصورة أو عبر تصميمات جرافيكية، على مختلف المنصات الرقمية.
• إصدار بيانات رسمية باسم المؤسسة حول القضايا الفكرية والاجتماعية المرتبطة بأهدافها، تتفاعل مع الأحداث الجارية دون الانخراط في الشؤون السياسية، لضمان أوسع انتشار للرؤية الفكرية للمؤسسة.
• استمرار تنظيم الندوات التي تناقش أفكار المفكر الشرفاء، واستضافة رموز فكرية وثقافية لمزيد من التفاعل، وقد تم الإعلان عن ندوة قادمة يوم السبت المقبل.
• تنظيم لقاء دولي عبر تطبيق زووم كل أربعاء، يضم أعضاء المؤسسة في مختلف القارات، وقد بدأت هذه اللقاءات فعليًا.
• إعداد خطة لضم شخصيات نسائية مؤثرة من نخب عربية وعالمية، بعد دراسة سيرتهن الذاتية، تمهيدًا لعرضها على المفكر علي الشرفاء لاعتمادها.
• تأسيس مجموعة واتساب رسمية تحت مسمى “مؤسسة رسالة السلام”، لتسهيل التواصل اليومي بين أعضائها ونشر المستجدات .
- توصيات لتوسيع النشاط
وتوّج اللقاء بسلسلة من التوصيات الهادفة إلى توسيع آفاق العمل الفكري داخل مصر، حيث تقرر تنظيم سلسلة ندوات في الإسكندرية والأقصر وأسوان، إلى جانب ندوة نوعية حول دور الفن في التنوير، تؤكد على العلاقة الوثيقة بين الثقافة والفكر، في سبيل بناء وعي جمعي مقاوم للتطرف والانعزال.
- رؤية إنسانية تتجاوز الحدود والأديان
بهذا الحراك المتعدد الأبعاد، تواصل مؤسسة “رسالة السلام” ترسيخ حضورها كمنصة فكرية عابرة للحدود والأديان، تحمل في جوهرها رؤية إنسانية تنبذ العنف والتطرف، وترفع لواء المعرفة والتفاهم، في عالم بات في أمسّ الحاجة إلى صوت العقل والمصالحة.