اهم الاخبار
الإثنين 29 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

الخليج باع مصر.. والسيسي يخوض الحرب منفردًا ويوجه إنذار للجميع

هل دول الخليج مستعدة لمساندة مصر ودعمها اقتصاديًّا ومعنويًّا في الحرب المصيرية

الوكالة نيوز

أصبح من الواضح للجميع أن طبول الحرب على وشك أن تدق، وأن مصر يتم استفزازها وتوريطها في هذه الحرب. وأصبح السؤال المُلح في هذا الوقت: ما موقف دول الخليج من دخول مصر إلى هذه الحرب؟ هل هم مستعدون لمساندة مصر ودعمها اقتصاديًّا ومعنويًّا؟ أم أنهم سيواصلون انصرافهم عنها مثلما يحدث في الآونة الأخيرة وستضطر مصر إلى المُضي وحدها في هذه الحرب المُحتملة؟ 
تابع معنا لتعرف موقف دول الخليج من هذه الحرب.

لكي نفهم الموقف الخليجي من دعم مصر في هذه الحرب المحتملة، لابد أن نفهم أولًا ما هي المكاسب أو الخسائر التي يمكن أن تتكبدها دول الخليج جراء ذلك.

 


قوات عسكرية

إذا ألقينا نظرة على أرض الواقع، سنجد أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت مفخخة بالقوات العسكرية من مختلف الجهات والانتماءات، والتي تنتظر لحظة الصفر لكي تنفجر وتصفي حساباتها على نطاق أوسع مما يحدث الآن. فدول الخليج تستضيف قواعد أمريكية عسكرية على أراضيها، وأحد أبرز هذه القواعد هي القاعدة الموجودة في قطر. بينما الميليشيات التابعة لإيران منتشرة في أكثر من دولة مثل لبنان على سبيل المثال، ولا ننسى الحوثيون في اليمن. وكل هذه الجماعات المسلحة تُعد تهديدًا كبيرًا لأمن واستقرار الخليج.

أمر غير قابل للسيطرة

فلو افترضنا أن الصراع في القدس اشتعل وتورطت مصر فيه، ستدخل الميليشيات التابعة لإيران في هذا الصراع وسيصبح الأمر غير قابل للسيطرة. هذه الميليشيات لا تعتبر أن الكيان الصهيوني هو العدو الوحيد لها، بل ترى أن العدو الأكبر لها هي أمريكا. بالتالي ستهاجم القواعد الأمريكية الموجودة في دول الخليج، وعندئذٍ ستضطر دول الخليج إلى الدخول في الحرب رغمًا عنها.

وتخيل معي هذا الموقف المبكي المضحك: 
-مصر تُحارب الكيان. 
-ميليشيات إيران تُحارب القواعد الأمريكية. 
-دول الخليج تحارب ميليشيات إيران. 

ويمكن أن نُخرج تفريعات كثيرة من هذه الثنائيات: فالكيان هو وأمريكا سيحارب الميليشيات، ودول الخليج ستضطر لمشاركة مصر في محاربة الكيان حتى لا تثور عليها شعوبها وشعوب المنطقة، وبالتالي ستكون دول الخليج مع أمريكا ضد ميليشيات إيران، وضد أمريكا في دعمها للكيان. وهذه الحرب كلها ستكون أشبه بالكوميديا السوداء، فلا أحد يعرف مع من هو أو ضد من.

مفاتيح اللعبة

لا يخفى على أحد أن نظرة دول الخليج إلى مصر اختلفت في الفترة الأخيرة، فبعد أن كانوا ينظرون إليها باعتبارها القوة الأكبر في المنطقة والتي يمكن اللجوء إليها في أي لحظة عندما تتعقد الأمور، انصرفوا عنها وقد ظنوا أنها لم تعد تلعب دورًا قياديًّا في الأحداث الدائرة على الساحة. وربما هذا أكبر خطأ استراتيجي ارتكبوه، لأنهم في ظل الأزمة الحالية أدركوا أن مفاتيح اللعبة لم تزل في يد مصر. ليس فحسب لأن مصر هي أفضل من يستطيع التواصل مع طرفي الصراع، ولكن لأن قرارًا واحدًا من مصر يمكنه أن يُغير شكل المنطقة للأبد بما فيها دول الخليج.. فلو اتخذت مصر قرار الحرب سيتغير كل شيء. ولهذا فعيون دول الخليج كلها الآن متجهة إلى مصر أكثر من أي فترة سابقة، وستضغط عليها بكل وسائل الود والعشم والترضية كي لا تدخل هذه الحرب، التي هي بمثابة الصفقة الخاسرة لكل الأطراف الذين يدخلونها.

فلا مصر تريد الحرب، ولا السعودية تريد الحرب، ولا حتى الكيان يريد أن يدخل حربًا مثل هذه تنفتح عليه فيها ألف جبهة.  

ويبقى السؤال: هل ستدعم دول الخليج مصر في هذه الحرب؟ لو أردنا إجابة واقعية على هذا السؤال، مُنطلقًا من المصلحة الخليجية البحتة، فالإجابة هي أن دول الخليج يجب أن تدعم مصر بكل الطرق الممكنة كي لا تدخل هذه الحرب. وهذا ليس رأينا أو موقفنا، وإنما فقط هو تحليل للموقف وفقًا للمصلحة الخليجية. فلو دخلت مصر هذه الحرب ستنجر إليها دول الخليج في لمح البصر، وبالتالي ستكون خساراتها فادحة. 
وربما أهم درس تعلمته دول الخليج مما يحدث الآن هو أن مصر مهما مرت بصعوبات وركود، لا يمكن تهميشها أبدًا أو التقليل من دورها القيادي في المنطقة.

أما عن موقفنا.. فنحن نرى أن على مصر ودول الخليج إيجاد حل سريع للمعاناة التي يُعانيها أهلنا في الأراضي المقدسة، وذلك من خلال وسائل الضغط العديدة التي نملكها. نتمنى أن يحدث هذا قبل أن ينفجر الوضع وتصبح الحرب أمرًا حتميًّا، وعندها لن تكون هناك إلا الخسارة.. للجميع!