اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

عربى و دولى

الدبيبة شوكة في حلق المسار السلمي في ليبيا

الوكالة نيوز

لا زالت ليبيا واقعة في حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي الذي تُسببه بالشكل الأكبر حكومة الوحدة المنتهية الولاية بقيادة عبدالحميد الدبيبة في طرابلس، عبر إطالة أمد بقائها في السلطة وتحكمها في القرار السيادي في البلاد دون الرجوع الى مجلسي النواب والرئاسي الذَين يحاولان عزلها دون جدوى.

فهذه الحكومة تقوم بعقد الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية مع تركيا وغيرها، وتقوم بتسليم مواطن ليبي الى الولايات المتحدة بحسب زعم رئيسها بصدور مذكرة من الانتربول بشأنه، في مقابل الحصول على ضمانات ودعم لإطالة أمد بقاء الدبيبة في السلطة من قبل هذه الدول.

وفي السياق، اعتبرت مندوبة ليبيا السابقة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، صالحة شتيوي، أن ليبيا تبحث عن استقلالها ووحدتها ولم شملها اليوم، مشيرةً إلى أن "مسألة فك الارتباط والانفصال له شروط محددة، وهذه الشروط لا تتوفر حالياً".

وحول تصريحات رئيس الحكومة المنتهية، عبد الحميد الدبيبة بشأن تسليم أبو عجيلة مسعود المريمي ومطالبته لسيف الإسلام نجل معمر القذافي بالمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أوضحت شتيوي أن "الدبيبة يحاول جاهدا فتح الملفات الراكدة حتى لا يكون له منافس على الساحة السياسية. 

فهو يعمل لترتيب وتجهيز وضعه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ولذلك سيقوم بتسليم كل ما يعرقله بفتح ملفاتهم مجدداً أمام جميع المؤسسات الدولية".

وتابعت أنه "حسب اعتقادي سيقوم بتسليم شخصيات سياسية وربما عسكرية في فترة لاحقة أو إبعادها عن الساحة بشتى الطرق ومهما كلفه الأمر"، مؤكدة على أن "كل هذا ناتج عن الركود والانقسام السياسي والذي بدوره أثر سلباً على النسيج الاجتماعي، وتسبب باتساع فجوة الصراع بين متصدري المشهد برمته".

من جهته، نشر مركز الأبحاث الدولي “مبادرة الإصلاح العربي” ورقة بحثية حملت عنوانًا تساؤليًا "لماذا لن تحدث انتخابات في ليبيا؟" مع سلسلة من الإجابات عليه. ومن ضمن الإجابات تم تناول موقع رئيس الحكومة المنتهية الدبيبة ودوره في عرقلة المسار السياسي الرامي الى إجراء الإنتخابات.

حيث أوضحت الورقة أن الدبيبة أصدر قرارات ومراسيم بعد أشهر من الفشل المتعمد في أداء دوره لمنحه مزيدًا من السلطة، فمن الواضح أنه يريد البقاء في منصبه، وإذا حدثت الانتخابات الرئاسية في يوم من الأيام فسيكون من بين المرشحين، مؤكدة اصطدام طموحاته بجهود من قبل رئيس الحكومة فتحي باشاغا.

وأقرت الورقة بعدم إمكانية مناقشة مستقبل ليبيا بمعزل عن الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المشاركة بشكل مباشر في عديد النزاعات المسلحة، ما يسمح للدبيبة بالتمسك بمنصبه بلا مواراة، ويمكن مجلس النواب من التفنن في ابتكار خطط من شأنها إعادة تدويره في المؤسسات المستقبلية.

وتساءلت الورقة عن القادم ومدى استمرار الدبيبة في الادعاء برغبته وحكومته في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، في وقت يخطط فيه لأكبر عملية اغتصاب للسلطة حتى الآن، وعن إمكانية إثارة السخط عليه وخلعه بالقوة مشيرة إلى عدم وضوح راية القيادة على المستوى الدولي أيضا.

ووفق مراقبين للوضع الليبي، فإن حالة الاحتقان في الشارع الليبي يمكن أن تؤدي إلى انفجار كبير، خاصة أن الجميع يعتبر أفعال الدبيبة "خيانة عظمى"، وأي تحرك في الشارع سيؤدي إلى نتائج غير متوقعة وصدام كبير، ولا يمكن توقع ما الذي سيقوم به هذا الإنتهازي فيما بعد.