اهم الاخبار
السبت 27 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

الحرب الباردة بين الدول العربية.. نار تحت الرماد وملفات ضاغطة تعطل المصالحة

توترات مكتومة وخلافات علنية وإرث معقد من أنظمة الحكم البائدة.. يفتح الباب للتدخلات الأجنبية.. ويهدد الأمن والاستقرار

الحرب الباردة بين
الحرب الباردة بين الدول العربية.. نار تحت الرماد

على الرغــم من وجــود مؤشــرات وتحــركات توحــي بتجــاوز التوترات المكتومة أو الخلافات العلنيـة بيـن الـدول العربيـة، خلال الفتـرة الماضيـة، بـل امتـدت لمحاولات استكشـافية بهـدف إحـداث تهدئـة فـي العلاقات بين الـدول العربيـة والقـوى الإقليميـة، إلا أن هنـاك خلافات أو أزمـات لازالـت قائمـة، بدرجـات متفاوتـة وأشـكال متباينـة بيـن الـدول العربيـة، مثلمـا هـو الحـال بيـن تونـس وليبيـا، والجزائـر والمغـرب، ولبنـان وسـوريا، والعـراق والكويـت، والبحريـن وقطـر، لاعتبـارات مختلفـة تتمثل في مصـدر التهديدات الإرهابيـة العابـرة للحـدود الرخـوة، وتبايـن الـرؤى إزاء المخاطـر الأمنيـة، وتقنيـن الحـدود البحريـة، وإرث النظم السياسـية السـابقة، والتأخر في حسـم القضايـا العالقـة علـى نحـو يهـدد مسـار المصالحـة العربيـة الذي تدفـع اليه دول عربيـة رئيسية .

- ظاهرة مزمنة

لـم تكـن الخلافـات أو حتـى الصراعـات العربية-العربية ظاهـرة حديثـة بـل تعـود بجذورهـا إلى مرحلـة مـا بعـد الحصـول على الاسـتقلال من الاسـتعمار الأجنبـي، فـي عقـدى الخمسـينيات والسـتينيات، وبشكل خـاص بيـن الـدول الجمهوريـة الثوريـة والـدول الملكيـة المحافظـة، وهـو مـا أطلـق عليهـا عالـم السياسة الامريكي الراحـل مالكولـم كيـر " حالة الحرب الباردة العربية "، واستمرت تلـك الخلافـات فـي نهايـة عقد السبعينيات مـن القـرن الماضـي، لاسـيما حـول تغيـر مـدركات التهديـد للأمـن الوطني فـي مقابل الأمـن القومي .

- الفجوة قائمة منذ سنوات

وجاءت حـرب الخليـج الثانيـة بعـد الغـزو العراقـي للكويـت فـي 2 أغسـطس 1990 لتهـز مقولـة الأمـن القومـي العربـي وتكشـف عـن فجـوة بيـن الـدول الداعمـة لتحريـر الكويـت بقـوات دوليـة تشـارك فيهـا جيـوش عربيـة مـن ناحيـة، والـدول المؤيـدة لقـرار صـدام حسـين بغـزوه للكويـت فيمـا يعـرف بــ"دول الضـد" مـن ناحيـة أخـرى، وظلـت تلـك الفجـوة قائمـة لسـنوات، وتجـددت بشـكل خـاص بعـد الاحتـلال الأمريكـي للعـراق فـي عـام 2003، وبلغـت ذروة الخلافـات بيـن الـدول العربيـة بعـد موجـة الحـراك الثـوري العربـي فـي بدايـة عـام 2011، لاسـيما بعـد صعـود فـروع تنظيـم الإخوان إلى السلطة في بعـض الـدول العربيـة ومحاولاتهـا نقـل نموذجهـا إلـى دول عربيـة أخـرى بمـا يعـد تدخـلاً فـي الشـئون الداخلية .

الحرب الباردة بين الدول العربية.. نار تحت الرماد وملفات ضاغطة تعطل المصالحة

- صدامات عسكرية  

ولعل ذلـك يشـير إلـى أن قضايـا "النظـم السياسـية" كانت ولاتـزال أحد محـاور الخلافات بـل والصراعات العربيـة- العربية، علـى نحـو مـا عكسـته كتابـات خبـراء أجانـب وعـرب مثـل إدوارد عـازار وكال هوسـلتي وأحمـد يوسـف أحمـد وحسـنين توفيـق ومحمـد عبدالسـلام، إلـى جانـب قضايـا اخرى مثـل تجـاوز الحدود الجغرافية مـن جانـب دول الجـوار الإقليمـي، وكذلـك الارتباطـات الإقليميـة للـدول العربيـة، وبدرجـة أقـل القضيـة الفلسـطينية والوحـدة العربية ، وعلى الرغـم مـن أن مسـتوى الخلافـات بيـن الـدول العربية، حاليـاً، لـم يصـل إلـى صدامات حدود عسكرية واسعة أو مناوشات محـدودة، أو تهديـد بالحـرب، أو المطالبـة بإنهـاء عضويـة دولـة فـي الجامعـة العربيـة، أو القيـام بأعمـال تخريـب أو تصفيـة المصالح الاقتصاديـة، إلا أن هنـاك إجـراءات أخـرى تعبـر عـن وجـود تلـك الخلافـات.

- إجراءات كاشفة

ويعـد مـن أبـرز تلـك الإجراءات الكاشـفة للخلافات البينية العربية قطع العلاقات الدبلوماسـية، واسـتقبال الخصوم السياسـيين، ورفـض تسـليمهم، وإغـلاق الحدود، والخـلاف علـى أعمـال التنقيـب البحـري، واسـتمرار الهجـوم السياسـي الرسـمي دون المسـتوى القيـادي، وهـو مـا يشـير إلـى أن هنـاك قضايـا أو مشـكلات معقـدة تدفـع فـي اتجـاه اسـتمرار تلـك الخلافـات، بمـا تعكسـه الاتهامـات المتبادلـة بيـن بعـض الـدول فـي كثيـر مـن الأحيـان، مـع الأخـذ فـي الاعتبـار أن التقـارب الجغرافـي كان له تأثيـر مضاعـف علـى شـدة الخلافـات بيـن الـدول الواقعـة ضمـن إقليـم جغرافـي بعينه ، ويمكن القـول إن هنـاك مجموعـة مـن العوامـل التـي تفسـر الخلافـات القائمة بين الـدول العربية، في المرحلـة الحالية، يتمثل ابرزها في الأتي:

الحرب الباردة بين الدول العربية.. نار تحت الرماد وملفات ضاغطة تعطل المصالحة

- مصدر التهديـدات الإرهابيـة العابـرة للحدود

وهو مـا تعكسـه بدرجـة واضحـة الخلافـات بيـن ليبيا وتونـس، حيـث أشـارت تصريحـات رئيـس حكومـة الوحـدة الوطنيـة الليبيـة عبدالحميـد الدبيبـة، فـي كلمـة وجههـا لليبييـن في 27 أغسـطس الفائت، التـي اتهـم فيهـا تونـس بـ"تصديـر الإرهـاب إلـى ليبيـا"، إلـى تـأزم فـي العلاقـات التونسـية- الليبيـة، إذ أكـد الدبيبـة دخـول 10 آلاف إرهابـي إلـى ليبيـا، جـاءوا خصوصـاً مـن الـدول المجـاورة، في إشـارة إلى تونـس، مضيفـاً أن "عدد الليبيين منهـم علـى أصابـع اليـد الواحـدة"، وتابـع مخاطبـاً السـلطات التونسـية: "إذا كانـت تونـس تريـد بنـاء علاقات حقيقيـة وصادقة معنـا لابـد مـن احتـرام دول الجـوار، نحـن أصبحنـا فطنيـن تفطنـا للألاعيـب الدوليـة ولا يمكـن أن نقبـل تكـرار المشـاهد السـابقة، ولا يمكـن أن نرضـى بـأن يتـم الضحـك علـى الليبييـن مـرة أخـرى". وأشـار الدبيبـة إلـى أنـه أرسـل وفداً إلـى تونس لتوضيح الموقـف الليبـي وتأكيـد أن الحكومة تسـعى لتأسيس علاقـات طيبـة مـع دول الحوار .

وقد جـاءت تصريحـات الدبيبـة للـرد علـى مـا أثيـر فـي عدد من وسـائل الإعـلام الليبية والتونسـية بـأن المئات مـن العناصر المتطرفـة فـي ليبيـا تسـتعد لدخـول تونـس للقيـام بأعمـال إرهابيـة، وإن كانـت هنـاك عناصـر إرهابيـة تـم إيفادهـا مـن تشـاد والنيجـر ومالـي وغيرهـا مـن الـدول الإفريقيـة إلـى ليبيـا، لاسـيما فـي ظـل حـدود رخـوة غيـر مسـيطر عليها، بمـا يجعل من المتعـذر إلصـاق تهمـة جلـب الإرهـاب ونشـر الفوضـى فـي ليبيـا عبـر بوابـة تونـس. كمـا أن العناصـر الإرهابيـة التونسـية لا يمكنهـا الاسـتيطان فـي ليبيـا إلا فـي ظـل حاضنـة لهـا فـي مناطـق مختلفـة مثـل درنـة وسـرت وصبراتـة. ولعل ذلـك يلقي بأعبـاء مضاعفـة علـى أجهـزة الأمـن والاسـتخبارات فـي تونـس لتأمين الحـدود منعاً لدخـول عناصر متحفزة لهز الاستقرار التونسي علي نحو ما عكسته محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد .

- تباين الـرؤى إزاء المخاطـر الامنية

وينطبق ذلـك بشـكل واضـح علـى العلاقـات الجزائريـة- المغربيـة التـي وصلـت إلـى مسـتوى القطيعـة فـي 24 أغسـطس الفائـت، بعـد القـرار الجزائـري الـذي لـم يكـن مفاجئـاً بقـدر مـا عبـر عـن خلافـات متراكمـة، بسـبب تأييـد المغـرب لحركـة اسـتقلال منطقة القبائل الجزائرية نكايـة في الدعـم الجزائـري لجبهة البوليسـاريو، عـلاوة علـى اتهـام الجزائـر للمغـرب باسـتغلال بعـض المناطـق الحدودية المشتركة والسماح لعصابات تهريب المخدرات بالتسـلل خلالهـا وتهريـب المخـدرات إلـى الداخـل الجزائـري، وهـو مـا دفـع السـلطات الأمنيـة الجزائريـة، فـي مـارس الماضـي، إلـى السـيطرة علـى منطقـة "العوجـة" الزراعيـة بإقليـم "فجيـج" أو "فكيـك" شـرق المغـرب، وطـرد عشـرات العائـلات المغاربـة مـن هـذه المناطـق التـي تدعـي أنهـا خاضعـة للسـيادة الجزائريـة. ولذلـك فقد أعلنـت السـلطات الجزائرية خـلال الفتـرة الأخيـرة تكثيـف المراقبـة الأمنيـة للحـدود المشـتركة مـع المغـرب للحـد مـن أنشـطة العصابـات المسـلحة وعصابـات تهريـب المخـدرات والحفـاظ علـى الأمـن القومـي الجزائـري. هـذا بخـلاف التبايـن فـي الرؤيتيـن الجزائرية والمغربية إزاء إيـران وإسرائيل .


- الخلاف حول ترسيم الحـدود البحرية

شهدت أعمـال التنقيـب علـى الآبـار النفطيـة توتـراً علـى الحـدود بيـن سـوريا ولبنـان فـي أبريـل 2021، وهـو مـا جـاء فـي مرحلـة تاليـة لاتهـام سـمير جعجـع رئيـس حـزب القـوات اللبنانيـة، سـوريا بالتعـدي علـى حـدود لبنـان البحريـة، قائـلاً: "حكومـة الأسـد اعترضـت علـى طـرح لبنـان للتنقيـب عـن النفـط والغـاز عـام 2014"، وأضـاف: "هنـاك تداخل بين الترسيم السوري والترسـيم اللبنانـي في الخرائـط، وموقفنا التاريخي من نظام الأسـد لا علاقـة لـه بهـذًه المشـكلة، التـي يجـب حلّهـا مـع أننـا ضـد نظـام الأسـد"، وأردف بقولـه: "الطـرف السوري يحـاول قضم 750 كلـم مربعـا كمـا يظهـر فـي الخرائـط " ، غير أن الحكومـة اللبنانيـة تحـاول التقليـل مـن حـدة الخـلاف مـع الجانـب السـوري فـي هـذا الملـف، علـى نحـو بـدا جليـاً في تصريحـات وزيـر الخارجيـة والمغتربيـن فـي حكومـة تصريـف الأعمـال اللبنانيـة، شـربل وهبـة، فـي 5 أبريـل الماضـي، والتـي قـال فيهـا: "إن علـى سوريا ولبنـان التفـاوض ضمـن منطـق القانـون الدولـي وحسـن الجـوار والعلاقـة الأخويـة ً بيـن الـدول العربية لترسـيم الحـدود البحريـة بينهمـا"، واعتبـر وهبـة أن "الخـلاف علـى الحـدود البحريـة لا يشـكل قضمـا من الجانب السـوري للحـدود اللبنانيـة الشـمالية البحرية، رغـم تضـارب الخارطتيـن اللبنانيـة والسـورية للحـدود البحريـة".

- إرث النظم السياسية السابقة

تعبر الحالـة العراقيـة- الكويتيـة عـن هـذا العامـل، الـذي ينطـوي علـى أبعـاد نفسـية، بدرجـة رئيسـية، علـى الرغـم مـن مضـى ثلاثـة عقـود علـى تحريـر الكويـت، فضـلاً عن سـقوط نظام صـدام حسـين ووجود محـاولات لتجـاوز تلـك التركـة، حيـث انتقلـت العلاقـات مـن العـداء إلـى الـود النسـبي علـى نحـو مـا أوضحتـه الكويـت باحتضـان مؤتمـر دولـي لإعـادة إعمـار العـراق فـي الفتـرة من 12 إلـى 14 فبرايـر 2018، وزيـارة رئيس الـوزراء العراقي مصطفـى الكاظمـي للكويـت فـي 22 أغسـطس الفائـت، وكذلـك مشـاركة الكويـت فـي قمـة بغـداد للتعـاون والشـراكة في 28 من الشـهر نفسـه، غيـر أن ذلـك لا ينفـي أن هنـاك خلافـات متجـددة بشـأن ترسـيم الحـدود البحرية .

الحرب الباردة بين الدول العربية.. نار تحت الرماد وملفات ضاغطة تعطل المصالحة

- التأخر فـي حسـم القضايـا العالقة

تعددت القضايا العالقة في العلاقات البحرينية- القطرية، وهو ما عكسـته تصريحات رسـمية بحرينيـة، سـواء لـوزراء أو مستشـارين للملـك حمـد بـن عيسـى أو رمـوز برلمانيـة أو بيانـات صـادرة عـن مراكـز حكوميـة، علـى نحـو يشـير إلـى عـدم انسـحاب تأثيـر اتفـاق العـلا علـى العلاقـات بيـن الدوحـة والمنامـة. ومـن أبـرز تلـك القضايـا التدخـل القطـري فـي الشـئون الداخليـة البحرينيـة، والمسـاس بالتركيبـة الديموغرافيـة فـي ظـل أحاديـث عن تجنيس مواطنيـن بحرينييـن، واسـتمرار الخلافـات البحريـة بعـد إيقـاف زوارق بحرينيـة بدعـوى دخولهـا الميـاه الإقليميـة القطريـة، بخـلاف الخروقـات الجويـة، واسـتمرار المعضلـة الإيرانيـة، خاصـة بعـد صـدور تصريحـات رسـمية قطرية تؤكد عـدم تأثر علاقـات الدوحـة بإيـران بعـد المصالحـة ًمـع الرباعـي العربـي مـع الأخـذ فـي الاعتبـار أن البحريـن تعتبـر إيـران مصـدر التهديـد الرئيسـي لأمنهـا الوطنـي، فضـلا عـن ترجيـح اسـتمرار توثيـق العلاقـات بيـن الدوحـة وطهـران فـي عهـد الرئيـس الجديـد إبراهيـم رئيسـي. ولعـل ذلـك يفسـر جمـود بـل توتـر العلاقـات البحرينيـة- القطريـة علـى مـدى الأشـهر الثمانية الماضية .

- دورة الخلافات

خلاصة القول وفق التحليل الاستراتيجي القادر ان مركز العالم العربي للأبحاث والدراسات المتقدمة ، إن الخبـرة التاريخيـة تشـير إلـى أن الـدول العربيـة إمـا فـي حالـة خـلاف، أو متجهـة إلـى خـلاف، أو خارجة مـن خـلاف، ليشـكل الخـلاف نمطـاً مسـتقراً فـي التفاعـلات البينيـة العربيـة، لاسـيما فـي ظـل ظهـور أبعـاد جديـدة، وبمجرد ضعـف أو اختفـاء العوامل التـي أدت إلـى التهدئـة أو التسـوية، وظهـور عوامـل جديـدة تدفـع إلـى الخـلاف، تبـدأ الخلافـات فـي التصاعـد مـن جديـد حتـى تصـل إلـى عامـل تهدئـة أو تسـوية، وهكذا وإذا اسـتمر هـذا الاتجـاه فـي النمـو، مـن المرجـح أن يتعثـر الأمن والاسـتقرار فـي بعـض الـدول العربيـة مـن ناحيـة، ويعطـي ذريعـة للأطراف الخارجية للتدخل في الشئون الداخليـة العربية مـن ناحيـة أخرى.

مداخل متعددة

إن الاتجـاه إلى تسوية الخلافـات البينية العربية يسـهم فـي الارتقـاء بواقـع المنظومـة العربية، وهـو مـا يمكـن تحقيقـه عبر آليـة اللجـان المشـتركة والتـي تعقـد بصـورة منتظمـة سـواء فـي الدولتيـن اللتين يندلع بينهمـا خلاف أو فـي دولة أخـرى تكون بمثابـة وسـيط مقبـول، ويتـم مناقشـة كل القضايـا بشـفافية حيـث يقبـل الطرفـان ويلتـزم بما تسـفر عنه من قـرارات، وتوسـيع نطـاق المفاوضـات فـي بعـض الحـالات لتشـمل ترسـيم الحـدود البحريـة بهـدف تقاسـم ثـروات النفـط والغـاز بيـن الـدول المتشاطئة ، هذا بخـلاف المسـاعي الحميـدة التـي تقـوم بهـا بعـض الـدول العربية لتسـوية الخلافـات المزمنة بيـن دول عربية متنازعـة، لأن الحـوار هـو المدخـل الرئيسـي لتسـوية الخلافـات، ويقـوي العمل العربي المشـترك القائم على اجراءات " بناء الثقة " لطي صفحة الماضي .