اهم الاخبار
الأربعاء 16 يوليو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

المسلسل التركي " لا احد يعلم" ... دراما مميزة تحوي قصة قوية و مختلفة في موسم صيفي ممل

مسلسل لا أحد يعلم
مسلسل لا أحد يعلم

لا يُخفى على أحد الشهرة الواسعة والمتابعة الكبيرة التي حققتها المسلسلات التركية في السنوات الأخيرة، والتي وصلت حدَّ الإدمان، وخاصةً في دول العالم العربي وجنوب أمريكا، الأمر الذي بدوره حقّق عائدات هائلة على الاقتصاد التركي، وشهرةً كبيرةً لممثلي الدراما التركية، و حتى بعد منع بث المسلسلات التركية على القنوات الفضائية العربية  مازال الجمهور يشاهدها عبر المواقع الالكترونية مترجمة للغة العربية.

و بعد انتهاء الموسم الشتوي للمسلسلات التركية، تم عرض عدد من المسلسلات الجديدة بالموسم الصيفي الجديد هذا الاسبوع ، كان اولهم المسلسل التركي الجديد"لا أحد يعلم" والذي عُرضت حلقته الاولى يوم الثلاثاء الماضي الموافق 13 يونيو 2019 على قناة "ATV"التركية، ويعتبر هذا المسلسل فريد من نوعه حيث يجمع بين" الدراما، و الأكشن، و المافيا، و  الرومانسية"، على غير عادة المسلسلات الصيفية التي عادةً ما تتميز بالقصص الخفيفة و المرحة.

و لكن قصة هذا المسلسل معقدة بشكل كبير و العلاقات متشابكة للغاية، كما أنه يمتاز بطريقة سرد شيقة و مثيرة، و قصة ليست بالمستهلكة أو المتوقعة النهاية، ما جعله بالفعل مسلسلاً مختلفاً، رغم تشابه احداثه مع مسلسل "في الداخل" بعض الشيء و لكن بمعالجة مختلفة تماماً.

و نالت الحلقة الاولى اعجاب الكثير من المشاهدين العرب و الاتراك، حيث نالت الحلقة الاولى المرتبة الرابعة  كأعلى البرامج و المسلسلات مشاهدة رغم انخفاض نسبة مشاهدة الحلقة التي وصلت إلى  3,92 ، و لكن هذا الانخفاض  كان بسبب مباراة منتخب تركيا، فيما حققت مليون مشاهدة على موقع اليوتيوب عقب ساعات من العرض.

و تبدأ أحداث الحلقة الاولى من المسلسل على سيفدا التي تهرع في شوارع أحد احياء تركيا، ثم تدخل أحد بيوت هذا الحي و لم يمر سوى دقيقة واحدة حتى يدخل صاحب البيت،  السيد "علي" الذي يلاحظ فور دخوله وجود شخص غريب في بيته و يعرف  ايضاً انه امرأة من خيالها على الحائط، ليندهش المشاهد من قوة ملاحظة هذا الرجل، كما تندهش سيفدا، و تبدأ تحكي "لعلي" كل شيء و هو يستمع منها لا يقاطعها و لا يسألها أي سؤال، و تعود الاحداث فلاش باك قبل 14 ساعة من اللحظة التي طرق  فيها باب منزل "علي" ليجد بعض الرجال يسألونه عن تلك الفتاة الهاربة، حيث يبدأ صباح اليوم السابق من منزل سيفدا و مشاجرة والدها مع شقيقها لانه يتاجر في المخدرات فيأخذها منه و يلقي بها في المرحاض، و يضع ابنه في ورطة كبيرة مع العصابة التي يوزع لها البضائع، بل و يحاول اجبار ابنته على الزواج قسراً من رجل لا تقبله حتى يسدد له ديونه، فتتهمه ابنته أنه ليس اباً و لا يحنو عليهما ابداً فيصفعها، و يحبسها في غرفتها و لكنها تهرب إلى بيت صديقتها الوحيدة، ثم يتصل بها شقيقها و يطلب منها احضار 100 الف ليرة على وجه السرعة، ثمناً للبضاعة المفقودة، و إلا سيقتولنه الليلة، فلا تجد امامها حلاً سوى الذهاب إلى السيد اويغار العريس المنتظر موافقتها منذ سنوات، فيُحضر لها المال الذي طلبته في مقابل زواجه بها و لكنها تصر على الرفض فيحاول الاعتداء عليها، فتضربه على رأسه و تاخذ الاموال و تلوذ بالفرار، و لكن سرعان ما يستعيد اويغار وعيه و يطلب من رجاله أن يلحقون بها، و يبحثون عنها في المنطقة بأكملها، و لكنها تدخل بيت " علي" لتختبأ به و حين يفتح "علي" لرجال اويغار الذين يسألون عنها يخبرهم بانه لم يراها.

يذهب "علي" لتحضير وجبة طعام لسيفدا، و فور انتهائه تفكر سيفدا أن لا تتناول منه شيئاً، خوفاً من أن يكون وضع لها منوماً أو شيء من هذا القبيل، لكنه يفهم ما  يدور برأسها فيمد يده في الطعام و يتناول منه لقمة صغيرة بحجة أنه يتذوق ملح الطعام ليثبت لها أنه لم يضع شيئاً فيه، فتستعجب سيفدا من سرعة بديهته غير العادية.

و بعد دخوله عليها غرفتها دون اذن ليعطيها غطاء، تتهمه بالتلصص عليها و تخبره أن ما يفعله عيباً و بعد أن تستوعب سبب دخوله عليها فجأة ظناً منه أنها نائمة و لم يريد ازعاجها، تذهب إلى غرفته لتعتذر منه، فيقبل اعتذارها بابتسامة هادئة و لكن عند خروجها من الغرفة تحطم الكرة الثلجية الموجودة بجوار باب غرفته فتعتذر منه مرة أخرى، لكنه تلك المرة ينفجر في وجهها و يلقى على مسامعها الكثير من الكلمات الجارحة فتنهار من البكاء.

يذهب "علي" ليعتذر منها و ترفض أن تفتح له باب غرفتها فيجلس خلف الباب و هو يعي تماماً أنها تجلس خلفه هي ايضاً و في مشهد رومانسي و راقي للغاية يبدأ علي الحديث تلك المرة و يروي قصته المحزنة و المؤلمة، مع والده و والدته الذين اعطوه هو و شقيقه كرتين الثلج متشابهتان تماماً في صباح يوم العيد، و في نفس اليوم توفى والده و والدته في حادث مأسوي و لم يبقى منهما إلا تلك الهديتن، ثم يذهب شقيقه إلى دار الايتام، ولم يأخذ معه سوى تلك الهدية و لكنه بعد فترة يهرب من الدار، و منذ هذا الوقت و هو يبحث عنه في كل مكان، و ينتظر مجيئه حتى يريه الكرة الثلجية كدليل على اخوتهم و ذكرى والديهما الوحيدة،  فتزداد دموع سيفدا و تنهمر دموع المشاهدين مع تلك الكلمات المؤثرة التي هزت كيانهم، فتفتح سيفدا باب غرفتها و تعتذر منه مرة أخرى عن تلك الهدية الثمينة التي حطمتها دون قصد.

و في الصباح الباكر خرج علي لاحضار الفطور فقامت سيفدا بترك ورقة له تشكره فيها على كرم ضيافته و اهتمامه بها، و قامت باعادة لصق الهدية التي كسرتها، و اثناء خروجها يمسك بها رجال اويغار و يقوموا بتخديرها في لحظة مجيء "علي" الذي ينقذها من بين ايديهم، و ما يثير استغراب المشاهدين تلك القوة الخارقة التي يتمتع بها "علي" و المفترض انه رجل بسيط ليس مدرباً و لا يمتهن مهنة تلزمه بتلك القوة البدنية الهائلة، و بعد ذهابه للعمل يقتحم اويغار بيته مع رجاله الذين يحطمون الباب و يأخذ سيفدا قسراً، الامر الذي يتسبب "لعلي" بفضيحة كبيرة وسط الحي لنوم امرأة غريبة في بيته طوال الليل، و يخبره صديقه الذي كان يقف على الباب لحماية سيفدا بما حدث و يعتذر منه لانه لم يستطع حماية المنزل في غيابه.

Image may contain: 1 person

نكتشف مع مرور احداث الحلقة أن شقيق "علي" الذي يبحث عنه ما هو إلا "طيار" زعيم عصابة تجار المخدرات الذي يعمل معه شقيق سيفدا، و انه أيضاً احد رجال اويغار المخلصين، و الذي يبحث عن "علي" ليقتله كونه يساعد رجاله على التوبة من اعمالهم و التخلي عن خدمته.

يأخذ اويغار سيفدا إلى قصره و يحبسها في إحدى الغرف، ثم يأتي اليه زائر و يوبخه على ما فعل و على اقتحام بيت الشيخ "علي" ثم يخبره بماضي "علي" الاليم و الذي نفهم منه سر قوته و ذكائه الحاد، فقد كان "علي" أحد رجال الدولة لذلك اصبح له الكثير من الاعداء الذين يريدون قتله، ما جعلهم يزرعون له قنبلة في سيارته في الوقت الذي ذهب فيه لرؤية ابنه الوحيد و حين دخل ابنه السيارة مع السائق و عاد هو للقصر ليحضر حقيبة طفله تنفجر السيارة امام عينيه و يموت طفله الوحيد امامه و هو لا يستطيع أن يفعل شيئاً، ما جعله يصبح سفاحاً و قاتلاً و يقتل عدوه و جميع رجاله في مذبحة كبيرة ليثأر لطفله ثم يتوب عن اعماله و يلجأ إلى الله و يسخر امواله لمساعدة الفقراء.

و بالفعل لم يمر على كلام هذا الزائر إلا دقائق معدودة، و تنقطع الكهرباء عن قصر اويغار بأكمله و يبدأ شخص ما في مشهد اكشن رائع بضرب جميع رجال اويغار و يسقطهم ارضاً واحداً يلو الآخر، و يتضح أن هذا الشخص هو "علي" الذي يقتحم القصر مصوباً سلاحه في وجه اويغار، فتهرع اليه سيفدا و تحتضنه بحنان هز قلبه و مشاعره الزاهدة في الحياة، ثم يمسك برقبة اويغار و يهدده  أن لا يفعل ذلك مرة أخرى و أن لا يحاول ايذاء شخص احتمى به ثانيةً، و  فجأة يدخل  "طيار" شقيق "علي" مصوباً سلاحه إلى رأسه و معه رجلين من رجال اويغار و يمسكون به لتنتهي الحلقة بنهاية نارية مشوقة للغاية، و التي تركت لنا العديد من الاسئلة و اهمها كيف ستسير علاقة الاخوين الاعداء؟  و متى سيعرفون الحقيقة و كيف ؟ و هل لوالد سيفدا علاقة بقتل ابن "علي" خاصة بعدما قال لقد لطخت يدي بالدماء من اجلكم، فإذا كان هذا صحيحاً سنرى قصة حب معقدة للغاية بين بطلي العمل.

المسلسل من بطولة كرم جين و الجميلة اوزجو كايا و هما وجهان جديدان على البطولة المطلقة لكن يبدو أن النجاح اصبح محالفاً للوجوه الجديدة  اكثر من النجوم المعروفة، فالمسلسل يستحق المشاهدة، حيث انني كنت انوي مشاهدة الحلقة مع حذف بعض المشاهد، فقط للاطلاع على المسلسل لانني دائماً اجد أن المسلسلات التي تبدأ مع بداية الموسم ليست قوية، لكنني فوجئت بكوني لم استطع حذف أي مشهد من مشاهد الحلقة و لم اشعر بمرور الوقت حيالها ابداً، فالبفعل اعجبني المسلسل كثيراً و اتمنى أن يظل بهذه القوة في الحلقات القادمة التي انتظرها على  احر من الجمر.

داليا محمد

اقرأ ايضاً:

المسلسل التركي “زهرة الثالوث” يحطم رقماً قياسياً و يتفوق على “اشرح ايها البحر الاسود”

ارتفاع نسب مشاهدات الحلقة الثالثة من المسلسل التركي “اسطنبول الظالمة”.. و أخيراً نجاح القناة العارضة

المسلسل التركي “اليمين” … تتهافت القنوات التركية على شرائه بعد نجاحه في الوطن العربي