اكثر من خمس سنوات .. و مازال المسلسل التركي "طائر النمنمة" يحقق نجاحات حول العالم

كتبت : داليا محمد

حقق المسلسل التركي "طائر النمنمة" نجاحاً كبيراً في تركيا و الوطن العربي  و كثير من دول أنحاء العالم، بعد عرضه في أكثر من دولة و مدبلجاً لأكثر من لغة،  حيث كان العمل من  افضل ما قدمت الدراما التركية على مدار السنوات الأخيرة، ما جعل النجاح حليفه اينما عُرض.

و مازال العمل يحقق النجاحات خارج تركيا حتى بعد مرور أكثر من خمس سنوات على عرضه  الاول، حيث اكدت الصحف التركية شراء دولة هنغاريا  حقوق عرض المسلسل للعرض على شاشاتها بالصيف المقبل.

تعتبر الرواية التركية "طائر النمنمة" للكاتب التركي رشاد نوري غونتكين، من أوسع الأعمال الأدبية الكلاسيكية التركية انتشاراً، ولا تزال تحتل رأس قائمة الروايات الأكثر قراءة وشعبية.

و تُرجمت إلى العديد من اللغات الغربية والشرقية، ونُقلت إلى الشاشة البيضاء والفضية بإخراج مختلف عدة مرات كان أحدثها عام 2013 في مسلسل من بطولة بوراك اوزجيفيت و فهرية افجان.

بطلة الرواية التي تُدعى فريدة، هي فتاة ذات شخصية مثالية، مثقفة وذات جمال أخاذ، عانت كثيراً من أجل المثل العليا التي تحملها، بعدما عاشت خيبة أمل عميقة من خطيبها، فقررت الاعتماد على ذاتها، و تركت العيش الرغد في ظل عائلتها الثرية في اسطنبول، لتعمل معلمة في الأناضول.

عاشت هناك، وحيدة دون سند، و واجهت الفقر والمصاعب والمكائد، وتعرضت لأحكام غاشمة في مجتمع متخلف، لكن الحب الصادق الذي تحمله في قلبها الطاهر لابن خالتها لم يزل، وظل يرافقها اينما ذهبت.

فريدة،كانت في طفولتها تقوم بالعديد من أعمال لا يجرؤ أقرانها على القيام بها كالسباحة وتسلق الأشجار والقفز بين الأغصان وسواها من الحركات الخطرة، وحين تراها معلمتها فوق شجرة عالية، تصيح:"هذه ليست فتاة، هي طائر النمنمة"، ومنذ ذلك اليوم، أصبح يُطلق على فريدة هذا اللقب الذي يستهويها، فأصبحت تتعامل به بين أهلها وصديقاتها وحياتها الاجتماعية فيما عدا المعاملات الرسمية.

حيث تدور أحداث المسلسل الذي تم تقديمه عام 2013 حول الطفلة اليتيمة «فريدة» التي نامت في حضن والدتها المتوفية حتى الصباح.. ولم تع ماذا يعني الموت.

فأخفت حزنها وألمها خلف شقاوتها لتبدو قوية متماسكة بعد رحيل أمها حتى اطلق عليها الجميع

لقب طائر النمنمة من كثرة شقاوتها.

بعد موت والدتها سمعت فريدة (نجمية) ابنة خالتها تهمس لأخيها وباقي الأولاد الذين حولهم: (لا تقتربوا من فريدة فانها ستعديكم لأن أمها ماتت واذا لمسناها ستموت أمهاتنا أيضاً) وكأن الموت عدوى كالمرض..عندها أحسَّتْ فريدة بنفسها وكأنها مصدر مرض قد تُعدي به الباقين، فتكونت لديها عقدة كبيرة من موت والدتها وانكمشت على نفسها.

عاشت فريدة لدى خالتها بعد وفاة والدها، و هي طفلة بعمر الورود وبأمس الحاجة لحنان أمها، ما أثار شفقة الجميع عليها و لكنها اصرت أن تبقى في المدرسة الداخلية الفرنسية لرعايتها وذلك لعدة أسباب منها كي لا تكون عبئاً على أحد وحتى تستطيع متابعة تحصيلها الدراسي على أعلى مستوى وتأتي أيام عطلتها إلى قصر خالتها بسيمة التي وافقت على مضض تحت اصرار والد فريدة لأن تعليم الفتاة في ذلك الوقت كان أمراً مستهجناً بعض الشيء في تركيا، و هذا في الأمر في الواقع لم يفرق كثيراً عن الأوضاع في مصر بتلك الفترة الزمنية .

و ظلت تزور خالتها في عطلات نهاية الاسبوع بشكل مستمر و يرحب بها الجميع، و لكن كان كامران  ابن خالتها دائماً ما يتجاهلها ، الأمر الذي يثير غضبها بشكل كبير ما جعلها  دائمة التفكير به و الانشغال بتفسير تصرفاته معها حتى وقعت في غرامه، و لكن كان هذا التجاهل لها يخفي ورائه حباً كبيراً.

 كامران الذي أصبح طبيباً بعدما طلبت منه الطفلة الصغيرة فريدة ذلك، كان يحب أرملة سمعتُها سيئة تكبره بسنوات عديدة يخاف البوح عن اسمها وعن هذه العلاقة، إلا أن فريدة كانت تعلم بعلاقتهم بعدما رأتهم سوياً، فتطلب من كامران الادعاء بأنهما حبيبين أمام صديقاتها في مقابل صمتها عن ما رأته، إذ انهم عابوا عليها عدم حبها لأي شخص و رغم عدم قناعتها الا أنها سايرَتهم بذلك كي لا تكون أقل منهن ، فيوافق كامران على هذه اللعبة على الرغم من استغرابه الكبير  لهذا الطلب، و لكن سرعان ما تحولت اللعبة إلى حقيقة و اصبحا عاشقان بالفعل.

فيخطبها كامران وتفرح فريدة بطلبه ذاك ولكنها تتركه قبل زفافهما بيوم واحد لأنها تكتشف أنه يخونها مع تلك الأرملة اللعينة (ناريمان) و انها حامل منه، لذلك تهرب من البيت لتعمل مدرِّسة في أنطاليا على الرغم من حبها الكبير لكامران، لكن حزنها كان أكبر من حبها جراء خيانة كامران لها، و رغم وحدتها و احتياجها لعائلة تحتضنها و زوج تعيش في حمايته، إلا أنها لم تقبل على كرامتها الذل و الانكسار، و ترفض العودة لكامران رغم توسله لها بألايفترقان، لتجبر  كبريائها المكسور.

تحاول فريدة العمل كمعلمة لتدبير شؤون نفسها، حتى لا تطلب المساعدة من أحد، و رغم شهور الفراق لم ينس كامران فريدة أبداً، و هي لم تنساه، و حين تكتشف مؤامرة ناريمان و تعرف حقيقة أن كامران لم يخنها، تعود له و يحضران لحفل زفافهما، و لكنها في ليلة الزفاف تكتشف أنه خانها بالفعل تلك المرة مع امرأة أخرى، فتترك الحفل و تهرب، و يحاول كامران تبرير ما فعله و انه كان تحت تأثير الخمور و يطلب من فريدة أن تأتي معه في اليوم التالي لمحطة القطار ليذهبا بعيداً عن الحيل و المؤامرات  التي تفرق بينهم، و يخبرها أن القطار سيتحرك في تمام الحادية عشر.

و تنتهي الحلقة الأخيرة من العمل بكامران و هو ينتظر فريدة بمحطة القطار و الساعة تدق الحادية عشر، ثم ينظر على باب المحطة و يبتسم و هو سعيد بوصول فريدة المحطة و يعود العاشقان إلى بعضهما بعد ليالي الفراق.

تقع أحداث القصة عام 1922 حيث كانت الامبراطورية العثمانية على وشك الانهيار لتُظهر لنا ما كان يدور في تلك الحقبة من أحداث وطقوس وعادات بكل تفاصيلها.

و  وسط كل هذا تقع أحداث ومفاجآت تتخلل مسلسل رائع سواء بأداء أبطاله أو قصته أو حبكته أو اخراجه أو حتى مجريات الأحداث وتشابكها مع بعضها.

و برع كل من بوراك أوزجيفت وفهرية أفجان بدورهما الذي يؤديانه بحرفية عالية وطبيعية مع شيء من المرح، وللمتابع لهذا العمل الحكم على مدى جودته والمفاضلة بينه وبين أي عمل عادي آخر وبين متابعة ما ستؤول اليه أحداثه، حيث حصد نسبة مشاهدة عالية جداً بين الجمهور التركي ومنذ عرض الحلقة الأولى التي عُرضت في شهر سبتمبر من عام  2013 ، و حققت حلقاته الثلاثة الأولى عند عرضه مساء كل ثلاثاء في تركيا أعلى نسبة مشاهدة متقدماً على مسلسلات كبرى، و ظلت نسب المشهادات في ارتفاع مستمر حتى آخر حلقات العمل.

و شارك المسلسل في فترة عرضه الأول على  القنوات التركية في مهرجان كان بالمدينة الفرنسية و قامت روسيا بشراء حقوق عرضه ودبلجته على شاشاتها،  كما تم عرضه في عدة دول أخرى.

و لايزال المسلسل تتوال نجاحته حول العالم حتى الآن، فقبل شراء هنغاريا لحقوق عرضه، حصد المسلسل التركي "طائر النمنمة" على مركز متقدم بقائمة أفضل 100 مسلسل تركي في الالفية الجديدة.

و حلت النجمة التركية فهرية أفجان في المرتبة الـ 11 بين الـ 20 عن دورها في المسلسل التركي “طائر النمنمة”، حيث قدمت شخصية فريدة.

و ذلك بعدما قامت القناة التركية Show TV  بعمل تقرير عن أفضل 20 شخصية نسائية في الدراما التركية بمناسبة شهر مارس الذي يحل به يومين يحتفلان بالمرأة،  الاول يوم المرأة العالمي الموافق 8 مارس و عيد الأم الموافق يوم 21 مارس.