اهم الاخبار
الأربعاء 31 ديسمبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مجدى طنطاوى يكتب : مسيحيو مصر لا يحتاجون أوصياء ياإبرهام!

الوكالة نيوز

افزعني حجم التهافت في مدينة كاملة على الشكر والعرفان والثناء لشخص لا يملك من الوزن بقدر ما يملك من الضجيج لمجرد انه اطلق عبارات معسولة مغطاة بدخان كاذب يستميل به عواطف شرفاء الوطن من الاخوة المسيحيين دون ان يدرك كثيرون ان مثل هذا الخطاب ليس بريئا ولا محبا ولا وطنيا بل هو تفخيخ ناعم لمتانة العلاقات العميقة بين ابناء الوطن الواحد وزرع متعمد لبذور فتنة وشق صف طالما فشل فيها الحاقدون حين واجهوا الوعي الصلب للمصريين
الاخوة المسيحيون انتم لستم في حاجة الى اطراء من احد ولا الى شهادة حسن سلوك من اعلامي او سياسي شاء من شاء وابى من ابى هذه ارضكم وذلك وطنكم شبرا بشبر مع اشقائكم المسلمين لا فضل لاحد على احد ولا منة لاحد على احد مصر لم تكن يوما ملك فئة ولا رهنا لطائفة بل كانت دائما وطنا يتسع بالجميع ويقوى بالجميع
الخطاب الذي يغازل المسيحيين باعتبارهم ملح مصر واهلها الاصليين لا يبدو في ظاهره الا ثناء لكنه في حقيقته سكين ناعمة تقسم ولا تجمع وتؤسس لثنائية قاتلة هذا اصيل وذاك طارئ هذا صاحب بيت وذاك ضيف وهي ثنائيات كاذبة لم تعرفها مصر الا حين تسلل اليها العابثون الباحثون عن دور على حساب الوطن
ومن زيف التاريخ الذي يجب ان يقال بوضوح ودون مواربة ان الاسلام حين دخل مصر لم يدخلها ابادة ولا اقتلاعا ولا تغييرا قسريا للهوية دخلت مصر وعدد سكانها يقارب المليونين وخرج عمرو بن العاص ومن معه وبقي التعداد كما هو من اختار الاسلام دخل فيه ومن اختار البقاء على مسيحيته بقي عليها لم يكره احد ولم يمح احد ولم يطرد احد وهذه حقيقة تاريخية لا تحتاج دفاعا بقدر ما تحتاج انصافا
نحن شعب واحد لا يفصله خداع ولا يشقه حاقد ولا يستدرجه اعلامي مأزوم يبحث عن تصفيق انتم منا ونحن منكم والدم الذي سال دفاعا عن هذا الوطن سال من الجميع والعرق الذي بنى هذا البلد سال من الجميع والارض التي نعيش عليها حملت اقدام الجميع
فلا يستميلنكم خطاب مغازل باسم الدفاع عنكم وعن حقوقكم فلا احد يجرؤ على منحكم حقا لان الحق اصيل لا يمنح ولا ينتزع وان كنتم غاضبين من مشهد هنا او تمثيل هناك فالغضب مفهوم لكن تحويل الغضب الى هوية موازية للوطن هو الخطر بعينه
الوطن لا يقاس بلاعب في منتخب ولا بمذيع على شاشة الوطن يقاس بالاقتصاد بالعدل بالعلم بالعمل بالكرامة الانسانية وبقدرة الجميع على الشعور انهم شركاء لا رعايا وانهم اصل لا استثناء
دعونا نغلق الابواب في وجه من يتاجرون بالمحبة ويفتحون نوافذ الفتنة دعونا نحصن وعينا من العبارات اللامعة الخاوية ونتمسك بالحقيقة البسيطة العميقة مصر قوية بوحدتها وغنية بتنوعها ولا تحتاج من يفرقها باسم الحب ولا من يشقها باسم الدفاع
هذه مصر التي نعرفها وهذا هو العهد الذي بيننا ان نبقى شعبا واحدا مختلفا متكاملا لا غالب فيه ولا مغلوب لا اصيل فيه ولا دخيل بل وطن واحد يسع الجميع ويعلو بالجميع... كل عام وانتم ومصر بكل خير