اهم الاخبار
الأربعاء 22 أكتوبر 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

" قرآن بلا وسطاء " .. أخطر حوار فكري مع حي معاوية مدير " رسالة السلام " في موريتانيا

- أفكار علي الشرفاء تُعيد الإسلام إلى رحم العقل والرحمة .. تزرع التنوير في أرض المليون شاعر

الوكالة نيوز
  • " دين بلا سلاسل " .. مشروع الحمادي لا يعارك الماضي انما يحرر المستقبل ويهزّ الموروث من جذوره
  • " رسالة السلام " تحاور العقول ولا تحرضها .. وتحارب تسليط السيف على عقائد الناس باسم الدين

في معرض نواكشوط الدولي للكتاب تخرج مؤسسة " رسالة السلام " العالمية بـ مشروع فكري من رحم العقل ، مشروع يرتكز علي آيات الله البينات ، مشروع يعيد ترتيب الأولويات : " القرآن أولاً .. والإنسان أولاً " .

من نواكشوط وعلي هامش اول معرض دولي للكتاب في موريتانيا تتفتّح عقول عطشى لـ خطاب ديني معتدل، وهنا يتحدّث إلينا الكاتب الصحفي حي معاوية، المدير الإقليمي لمؤسسة رسالة السلام في موريتانيا من خلال حوار صحفي جرئ ، حوار يتحدث فيه متحرراً من أسيجة الحذر الفكرية والدينية عن المشروع الفكري لـ المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، مشروع تنويري يحارب الجهل ويعمل بصمت على تفكيك الجدران القديمة وإعادة بناء الوعي من جذوره .

سطور الحوار مع الكاتب الصحفي حي معاوية المدير العام لمؤسسة " رسالة السلام " في موريتانيا تحمل الكثير من التفاصيل والرسائل التوعوية .

** في البداية سألناه : كيف تقيّمون حضور مؤسسة " رسالة السلام " في أول نسخة من معرض نواكشوط الدولي للكتاب ؟

الحضور كان حضور فاعل ومؤثر على أكثر من مستوى. ومؤسسة " رسالة السلام " لم تأتِ هنا لمجرد المشاركة الشكلية انما جاءت بمشروع متكامل يستند إلى فكر المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي ، جاءت كي تقدم خطاب ديني عقلاني وإنساني ، وأحسب أن تفاعل الجمهور مع جناح المؤسسة قد فاق كل التوقعات، وكان تفاعل لافت خاصة وأن كثيرين من الزوار لم يأتوا لمجرد التصفح، انما من أجل النقاش والتفاعل وطلب نسخ من مؤلفات علي الشرفاء وللإهداء والقراءة المتعمقة، وهو ما يدل على وجود تعطّش حقيقي لهذا النوع من الفكر المعتدل والبديل الذي يحمل الأمل والرحمة والعدل لكل الناس .

** .. ما الذي يجعل مؤلفات علي الشرفاء تلقى هذا الاهتمام في بيئة مثل موريتانيا ؟

موريتانيا بلد ضارب في جذور الثقافة الإسلامية، وبيئتها العلمية والدينية تنتمي إلى عمق عربي إفريقي مميز، لكن في الوقت ذاته، هناك تعطّش لصوت يحرر النصوص من قوالب الجمود ويعيد فهم الإسلام بروح القرآن .

فما يقدمه علي الشرفاء يختلف بشكل كلي عن المألوف ، علي الشرفاء لا يقزم فكر مكرر انما فكر يحفز علي التدبر والوعي والتحرر من التبعية والجمود والتطرف ، مؤلفات علي الشرفاء تُخاطب القارئ كإنسان له عقل وفطرة، وتدفعه لمراجعة ما ورثه من معتقدات قادته الي الخنوع والذل والارهاب والقتل ، وأخرته عن سائر الامم ، واعتقد ان هذه جرأة فكرية يحتاجها أي مجتمع يريد النهوض من غفوته الأزلية .

** هناك من يقول إن " رسالة السلام " تشتبك مباشرة مع الخطابات السائدة .. فـ هل أنتم في مواجهة مع التيارات الدينية التقليدية ؟

نحن لا نخوض معركة ضد أحد، ولكننا في مواجهة مع الجهل والاستغلال السياسي للدين ، لا مشكلة لدينا مع التراث من حيث كونه جزء من التاريخ، لكن المشكلة تبدأ حين يتحول إلى مرجعية دينية تعلو على القرآن الكريم ، أو حين يُستخدم الدين لإنتاج العنف أو تكريس الاستبداد .

فكر علي الشرفاء الحمادي يُعيد ترتيب الأولويات : " القرآن أولاً " .. و " الرحمة قبل العقاب " .. و " العقل قبل النقل " .. و " الإنسان قبل الأيديولوجيا " .. وبالتالي من الطبيعي أن تزعج هذه الأولويات من اعتادوا احتكار الفهم وتكريس الطاعة العمياء .

*^ هل لمستم أثر ملموس لهذا الفكر في الشارع الثقافي الموريتاني بعد المشاركة ؟

نعم، لمسنا ذلك وبشكل واضح ، تلقينا دعوات من مؤسسات جامعية ومراكز بحثية لبحث إمكانية إدراج بعض كتب المفكر علي الشرفاء ضمن مكتباتها، وتلقينا طلبات شراكة فكرية من شباب وناشطين ثقافيين يرغبون في التعمق أكثر .

ولعل أكثر ما أسعدنا هو الحوارات المفتوحة التي دارت داخل جناح المؤسسة، حيث ناقشنا مع مثقفين وأكاديميين أسئلة شائكة حول الدين، النص، الإنسان، والهوية، وهذه أهم ثمار مشاركتنا .

** في ظل الأزمات الفكرية والسياسية التي تعيشها المنطقة، ما أهمية المشروع التنويري لعلي الشرفاء في هذا التوقيت تحديداً ؟

نحن نعيش أوقات صعبة يتصارع فيها الضجيج مع الوعي، والتوظيف السياسي للدين مع فطرته الرحيمة ، وأحسب ان المشروع الفكري لعلي الشرفاء لا يقدم حلول مرحلية انما هو مشروع يعيد بناء الوعي من الجذور وعلي أساس متين " القرآن الكريم " ، هذا المشروع التنويري ينقذ الدين من التشويه، وينقذ الإنسان من التبعية والتطرف والإرهاب .

خاصة في ظل ما نراه من استقطابات ومذهبية وطائفية وتكفيرية، لذا تظهر أهمية هذا الخطاب وهذا المشروع المعتدل الذي يُخرج الإسلام من سجون المذهبية، ويُعيده إلى إنسانيته الأصلية ، اود ان أؤكد لك واؤكد للجميع ان المشروع الفكري لـ  علي الشرفاء الحمادي لم يعد مجرد ترف فكري انما هو ضرورة وجودية تحتاجها الامة العربية والإسلامية بإلحاح شديد .

** وكيف تخطط مؤسسة " رسالة السلام " للبناء على هذه المشاركة في المستقبل وبالاخص في موريتانيا ؟

اود التأكيد لك علي اننا نؤمن بالاستمرارية الي ما لانهاية ونعمل حالياً على إطلاق مبادرات فكرية بالتعاون مع مؤسسات تعليمية وثقافية، وسنفتح قريباً فضاءات حوارية داخل الجامع والمعاهد ، كما نخطط أيضاً لتنظيم ندوات دورية ومجموعات قراءة لأعمال المفكر علي الشرفاء، ونأمل أن يكون لموريتانيا دور محوري في نشر هذا الفكر، لما لها من عمق ثقافي وقدرة على التأثير في محيطها العربي والإفريقي .

** سؤالي الأخير : ما الكلمة التي تود توجيهها من نواكشوط إلى الشباب العربي اليوم ؟

كلمتي الصادقة الخالصة المجردة من اي هوي لكل الشباب تتلخص في هذه الجملة : " اقرأوا بأنفسكم ولا تتركوا أحد يفكر بالنيابة عنكم " ، فالدين ليس أداة للسيطرة والهيمنة وكير النفس والإبداع والتدبر انما الدين دعوة للحرية وللتحرر والتفكر والتدبر ، والقرآن الكريم لم يُنزّل لتخزينه علي الرفوف، انما جاء ليهدي العقول والقلوب .

رسالتي للشباب : ان يكونوا هم التغيير الذي ينتظرونه ، رسالتي لهم ان يفتحوا كتاب الله وآياته البينات بعقول جديدة ، عقول فاحصة متدبرة مفكرة ، عندئذ سيجدون ما يكفيهم من نور ورحمة وعدل وصفاء وراحة بال واطمئنان في هذه الدنية الفانية الزائلة .