مجدي طنطاوي في اجرأ حوار من نواكشوط : نحمل للعالم رسالة فكر .. لا تباع ولا تشتري بالمال | صور
- مشروع علي الشرفاء طوق نجاة للعرب والمسلمين .. سلاح فكري ضد معاول الجهل والتطرف

- لا نهضة لهذه الامة دون تحرير الوعي من سجون التأويلات المذهبية والعودة لـ اصل الدين ومنبعه الصافي " القرآن الكريم "
- مؤسسة " رسالة السلام " تخوض معركة تنويرية ضد التبعية باسم الدين .. لسنا ضد التراث لكننا مع الحقيقة المغيّبة
في قلب نواكشوط، حيث تصطف " رفوف الصحراء " بالكلمة، وتتنفس الكتب وسط بيئة ثقافية في " بلد المليون شاعر " ، كانت مؤسسة " رسالة السلام " حاضرةً هناك وبقوة ليس بوصفها دار نشر تقليدية فقط انما كـ صوت حر يثور ضد الجمود والتطرف، حاضرة برسالة فكرية تنويرية تهزّ الثوابت الزائفة وتعلي من صوت القرآن اصل الدين ومنبعه الصافي .

.. وفي حوار خاص جداً ، مع الكاتب الصحفي الكبير مجدي طنطاوي المدير العام لمؤسسة " رسالة السلام " يكشف لنا عن أبعاد المشروع الفكري الجريء الذي يتبنّاه المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، وشدد طنطاوي خلال سطور الحوار على أن المشاركة في معرض نواكشوط للكتاب بمثابة حدث ثقافي مهم هدفه ترسيخ قيم الوعي واعلاء كلمة الحق ، والتأكيد علي مجموعة من الثوابت الضرورية وهي : " القرآن أولاً .. والرحمة أساس العدل .. والعقل هو سلاح الإنسان في التدبر والتفكر " .

فـ إلى سطور الحوار وتفاصيلة مع الكاتب الصحفي الكبير مجدي طنطاوي :
** في البداية سألناه : كيف تقيمون مشاركة مؤسسة “رسالة السلام” في معرض نواكشوط الدولي للكتاب في نسخته الأولى ؟
- المشاركة في معرض نواكشوط تمثل لنا أكثر من مجرد تواجد ثقافي؛ إنها فرصة حقيقية لنقل مشروعنا الفكري التنويري إلى فضاء عربي جديد متعطش للفكر المستنير ، وجدنا في موريتانيا شعب مثقف، قارئ جيد ، يقدّر الكلمة، وكانت الاستجابة في جناحنا استثنائية بكل المقاييس، حيث لمسنا تفاعل واسع مع مؤلفات المفكر الكبير علي الشرفاء الحمادي، والتي تمثل جوهر مشروع " رسالة السلام " .

** و ما هو جوهر هذا المشروع الذي تتحدثون عنه ؟ .. وما الذي يميّزه عن الطروحات الفكرية الأخرى ؟
- المشروع الفكري الذي أسّسه المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي يقوم على العودة الصادقة إلى القرآن الكريم كمصدر أول وأعلى للفكر الإسلامي، بعيدًا عن تراكمات مدسوسة في كتب التراث ، والتي خلطت الدين بالسياسة، والرحمة بالعنف ، ونحن هنا لا نقدّم فقط نقد لما هو قائم انما نطرح بديل عملي مبني على مفاهيم العقل، والحرية، والعدالة، والرحمة التي هي جوهر رسالة الإسلام .
فـ هذا المشروع ليس مشروع تنظيري أو أكاديمي بحت، انما هو مشروع نهضة حقيقية، يدعو إلى تحرر الإنسان من التبعية الفكرية، ويدفعه لاستعادة إنسانيته .

** وكيف انعكست هذه الرؤية في محتوى جناح مؤسسة “ رسالة السلام ” بالمعرض ؟
- الجناح ضم نخبة من مؤلفات المفكر الكبير علي الشرفاء ومنها علي سبيل المثال لا الحصر : " القرآن دستور الأمة .. رسالة السلام .. المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي " ، وهي كتب تستهدف كشف الفجوة الكبيرة بين الإسلام كما أنزله الله، والإسلام كما يُقدَّم اليوم من خلال الخطابات المتشددة المعبأة بالغلو والتطرف ، ولاحظنا أن زوّار المعرض، من باحثين ومثقفين وطلبة علم، كانوا متعطشين لهذا النوع من الخطاب الذي يُعيد الاعتبار للعقل دون أن يصادر الإيمان .

** .. وما تقييمكم للحضور الموريتاني والفهم المحلي لفكر الشرفاء ومحتوى المؤسسة ؟
- موريتانيا بلد عريق في الثقافة، و " بلد المليون شاعر " وهذه ليست تسمية عابرة ، فقد لمسنا فهم عميق لدى جمهور نواكشوط، وكذلك لمسنا جرأة في الطرح وطرح الأسئلة الصعبة . ووجدنا جمهور لا يبحث عن التلقين، انما يبحث عن الفهم، وهذا ينسجم تماماً مع أهداف مؤسسة رسالة السلام والمشروع الفكري لمفكرنا الشرفاء الحمادي .
وقد كان من المشرف أيضاً أن نرى مؤسسات تعليمية وشخصيات فكرية تزور الجناح، وتبدي اهتمام صادق بتبنّي بعض مؤلفات الشرفاء ضمن مكتباتهم أو أنشطتهم التثقيفية .

** .. وما الرسالة التي ترغبون في إيصالها من خلال هذه المشاركة ؟
- رسالتنا واضحة : العقل هو أساس الدين، والرحمة هي جوهر الرسالة، ولا نهضة للأمة إلا إذا عدنا إلى كتاب الله بعيداً عن وساطة الموروثات والتأويلات المذهبية المتشددة .
ومؤسسة " رسالة السلام " ليست مجرد مؤسسة نشر، انما هي أيضاً حركة فكرية إصلاحية، تسعى لتغيير المفاهيم المغلوطة، وبناء مجتمع يعرف دينه كما أنزله الله: دين نور وليس دين سيف ، دين هداية وليس دين أداة قمع وترهيب وتخويف .

** وكيف تنظرون إلى مستقبل المشروع الفكري لعلي الشرفاء في ظل التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي ؟
- نحن ندرك أن هذا المشروع يواجه مقاومة من أصحاب المصالح، ومن أولئك الذين بنوا سلطتهم على تكريس الجهل والتبعية ، لكننا أيضاً نؤمن أن الأفكار الصادقة التي تنبع من النص الإلهي وتخاطب الفطرة السليمة والعقل الحي، لا تموت .
وكما قلت لم سابقاً فكر علي الشرفاء هو طوق نجاة لأمة تتخبط بين الجهل والتطرف ، ومؤسسة " رسالة السلام " عازمة كل العزم على إيصال هذا الفكر إلى كل بيت عربي، بكل الوسائل الممكنة.

** أخيراً .. ماذا تقول للقراء والمثقفين في موريتانيا من خلال هذا اللقاء ؟
- أقول لهم : أنتم شركاء في هذه الرسالة ، أنتم الحاضنة الطبيعية لفكرٍ إصلاحي ينهض بالأمة ، ونحن في مؤسسة " رسالة السلام " نمد أيدينا لكل من يؤمن بأن الإسلام رسالة حرية ورحمة، لا سلاح إقصاء وتحريض .

المعركة اليوم ليست بين الشرق والغرب،لكنها بين العقل والجمود، بين الرحمة والعنف، وإن اخترتم العقل، فأنتم تصنعون التاريخ من جديد .



