قبل أن تشتغل البنادق وتُقبر لبنان في خنادق الطوائف .. علي الشرفاء يضع خارطة الإنقاذ
- مقال الشرفاء الحمادي عين ترى ما وراء الدخان .. وقلب يخاف على ما تبقّى من وطن أنهكته الطعنات

- إما توحيد السلاح أو زوال الوطن واستدراجه نحو حرب أهلية مدمّرة .. الدولة والشعب في " عين العاصفة "
- تشكيل جيش أول وجيش ثاني ومجلس أعلي للدفاع ودمج التنظيمات العسكرية تحت سيادة القوات المسلحة
لم يكن لبنان يوماً بلد هش كما يُراد له أن يبدو .. كان ومازال وطن صغير يحمل فوق كتفيه أحمال وأعباء ربما كانت أكبر من حجمه : " الطوائف .. التدخلات .. الحسابات الإقليمية .. وحكايات آخري كُتب عليه أن يدفع ثمنها " .
نعم لبنان يدفع ثمن كل هذه التداخلات والأعباء .. و .. و يقف اليوم على حافة أزمة جديدة .. أزمة تعد تهديد وجودي حقيقي .. حيث تتقاطع الأسلحة مع الولاءات .. ثم .. ثم تتقابل البنادق في مربّع داخل حدود الوطن لا علي جبهة العدو .
وعندما يكتب المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي عن أوجاع الوطن وهمومه .. لا يكتب من مسافة باردة ولا يقدّم نص نظري فوقيّ.. إنما يكتب من عمق الضمير الإنساني .. ثم .. ثم يطلق نداءاته الصادقة التي تنبض بـ القلق والخوف على شعب وعلى وطن تتآكله الشكوك .. وطن يقوده بعض أبنائه " ربما عن قصد وربما عن جهل " نحو هاوية الحرب الأهلية .
إذ يكتب علي الشرفاء مقال بـ عنوان " توحيد السلاح ينقذ لبنان من الكارثة " .. يحاول به أن يبني مخرجاً ونافذة أمل في جدارٍ يضيق كل يوم علي الوطن اللبناني وشعبه .
يرسم الحمادي ملامح لـ حل جريء وواقعي .. حل يرتكز علي أهمية توحيد رايات الدولة تحت لواء الوطنية الجامعة لا الطائفية الموجعة .. مقترحاُ ضرورة تجاوز " الخطوط الحمراء " قبل أن تتحوّل لـ خنادق يُقبر فيها الوطن .. حل يعتبر إعادة ترتيب المشهد العسكري اللبناني ضرورة وجودية تسبق الانفجار القادم .
بدا كلام ومقال علي الشرفاء بمثابة عين ترى ما وراء الدخان .. وقلب يخاف على ما تبقّى من وطن أنهكته الطعنات .. فـ هل يسمع أهل الرأي والقرار قبل أن يُقفل أخر باب قبل معبر السقوط ؟
وهذا ما قاله وكتبه علي الشرفاء في مقاله " توحيد السلاح ينقذ لبنان من الكارثة " :
يواجه لبنان خطرا داهما لأمنه القومي يهدّد بزواله وهناك من يستدرج لبنان، في خطة خبيثة، إلى صدام بين الجيش اللبناني، أقوى قوة في البلاد، وبين “حزب الله” ثاني أقوى قوة عسكرية في لبنان ، لا بل يمكن أن يكون لدى الحزب قدرات في التسليح والتدريب والعتاد والتمرس في القتال على مدى أكثر من خمس وعشرين سنة، أكبر بكثير ممّا لدى الجيش اللبناني .
وإذا ما حدث الصدام، لا سمح الله، بين الطرفيْن فإننا سنصل إلى حرب أهليّة لا تُبقي ولا تذر، لا تهدّد الأمن والإستقرار فحسب وإنما قد تهدّد وجود لبنان كدولة ذات سيادة ، ومن أجل منع حدوث الكارثة اقترحُ، لتفشيل المخطّط الخبيث، العمل على إيجاد حلول استباقية يمكن، إذا ما صفت النوايا وتمّ إقفال الأبواب أمام المخططات الخارجيّة، أيا كان مصدرها، أن تجنّب لبنان تجرّع الكأس القاتلة .
وأرى الحل في الخطة التالية :
أولاً : الإتفاق مع “حزب الله”على تشكيل لجنة مشتركة من القيادة العليا للجيش اللبناني ومن القيادة العليا لقوات " حزب الله " تكون مهمتها إعادة هيكلة القوات المسلحة اللبنانية لتضم الجيش الحالي تحت مسمى " الجيش الأول " وقوات حزب الله تحت مسمّى " الجيش الثاني " .
ثانياً : يتمّ تشكيل المجلس الدفاع الأعلى من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وكل من وزير الدفاع ووزير الخارجية ووزير الداخلية ووزير المالية وقائد الجيش ورئيس أركان القوات المسلحة ونائبه قائد قوات " حزب الله " .
ثالثاً : تكون مهمة مجلس الدفاع الأعلى الموافقة على دمج بقية المنظمات المسلحة في تشكيل جديد تحت مسمّى “قوات الحرس الوطني” التي تتولّى حماية كل الأجهزة السياديّة والموانىء والمرافق والحدود وحماية الرئاسات وممتلكات الدولة .
رابعاً : تشكيل القيادة العليا للقوات المسلحة من القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع ورئيس الأركان ونائبه قائد الجيش الثاني، وتتولى مسؤولية حماية الدولة والدفاع عنها في وجه أي عدوان خارجي. كما تضع كل الخطط العسكرية الإستباقيّة للدفاع وحماية السيادة اللبنانية ومصالحها الوطنيّة .
خامساً : الإشراف على الإرتقاء بقدرات القوات المسلحة تدريبا وتسليحا للضباط والجنود والتنسيق بينها وبين اجهزة الأمن والشرطة في البلاد .
بهذا الإقتراح، سيتم إلتحام جميع القوات العسكرية في خدمة الدولة اللبنانية واستبعاد الصراع بين الأشقاء والتوحد في الدفاع عن الوطن وإفشال المخطط الرهيب الذي يريد الصدام بين الجيش وحزب الله، بما قد يؤدي إلى ضياع الوطن وجعله عرضة للتقسيم في جزر معزولة يريد كل منها أن تكون له قوة عسكرية مستقلة .
أدعو الله ان يُلهم الأطراف كلها في لبنان لاستخدام العقل والمنطق والحرص على الوطن لمنع وقوع كارثة حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس. لذلك على الحكومة اتخاذ الإجراء اللازم وبالسرعة الممكنة قبل وقوع الكارثة .