الوصايا العشر لـ ندوة مؤسسة رسالة السلام : لا نهضة بلا فن .. ولا حرية بلا تمرد على التبعية
أمسية " الفن والتنوير " تدعو لـ تفكيك أصنام الفكر الديني المتكلس.. وتطالب بـ إسقاط القمع وعبودية التقليد

في أمسية ثقافية اختتمت ندوة " الفن والتنوير " أعمالها بعشر توصيات مهمة نابعة من مناقشات المفكرين المشاركين في فاعليات الندوة ومنبثقة من المشروع الفكري والتنويري للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي .
إذ خرجت الندوة برسالة وتوصيات واضحة تعكس عمق المشهد التنويري والثقافي لمشروع مؤسسة رسالة السلام التنويري ومؤسسها علي الشرفاء ، والذي يدعو لتحرير العقل العربي من وصاية الفكر الديني المتكلّس، والانطلاق نحو فضاءات الحرية والوعي والتنوير، حيث يشكّل الإنسانُ الغاية والوسيلة في آن واحد .
الندوة، التي نظّمتها مؤسسة رسالة السلام بالتعاون مع نادي إيزي سبورتس بالمقطم، سطرت عدد من التوصيات الجريئة التي تجسّد رؤية علي الشرفاء في ضرورة تفعيل العقل، وإنقاذ الوجدان من الابتذال، واستعادة دور الفن كقوة ناعمة رافعة للوعي الإنساني، لا أداة بيد الساسة والشيوخ .
وأكدت التوصيات أن الفن ليس ترفًا ثقافيًا، بل ضرورة حضارية تُسهم في تشكيل هوية الإنسان ووجدانه، داعية إلى :
أولاً : تعزيز دور الفن في بناء الوجدان الجماعي، والتعامل معه كقوة تغيير ناعمة تتجاوز تأثير أدوات السياسة والاقتصاد، بما له من قدرة فريدة على صناعة الوعي وتشكيل الهوية الحضارية.
ثانياً : تحرير مفهوم التنوير من الشعبوية والادعاءات الزائفة، والعودة به إلى جوهره الفلسفي القائم على العقل والاستقلال ورفض الوصاية، انسجامًا مع فكر علي الشرفاء الذي ينادي بعقل يرفض التبعية ويصون الحرية.
ثالثاً : مواجهة الانحدار والابتذال الفني، بالدعوة إلى محتوى راقٍ في الدراما والسينما والموسيقى، يعبّر عن قيم الجمال والإنسان، لا عن سوقية رخيصة تطعن الأذواق وتنحر الإبداع.
رابعاً : رفض تحويل الفن إلى أداة دعائية أو صوت تابع لأي سلطة دينية أو سياسية، مع تأكيد استقلالية الفنان، بوصفه ضمير الأمة ولسان حريتها.
خامساً : إعادة الاعتبار للفنون المعتمدة على الكلمة، مثل الأغنية والمسرح والسينما، باعتبارها أدوات عميقة التأثير في تنوير الإنسان وبناء الوعي الجمعي.
سادساً : ربط التنوير بصناعة الإنسان أولًا، عبر بناء عقل حر ووجدان نقي، والاهتمام بالمهمّشين ثقافيًا ونفسيًا في المجتمعات العربية، دعمًا لفكرة الكرامة الإنسانية كمرتكز حضاري.
سابعاً : تفكيك التصورات المغلوطة عن علاقة الدين بالفن، واعتبار الفن امتدادًا للروح، حاملًا لقيم أخلاقية سامية، لا خصمًا للمقدس كما تدّعي تيارات الجمود.
ثامناً: التحذير من تغوّل السلطات الدينية في قمع الإبداع، ومواجهة الإرهاب الفكري الذي يعطّل العقل ويكتم الصوت الحر، ويقوّض إمكانات النهضة.
تاسعاً : إدراج قيم التنوير في الخطاب الثقافي العربي، وفي مقدمتها الحرية والفردية والاستقلال ورفض أشكال العبودية المقنّعة، تماشيًا مع رسالة علي الشرفاء التي تؤمن بأن الحرية الفكرية شرط أولي لولادة الإنسان الجديد.
عاشراً : الربط الجوهري بين الفن والتنوير، باعتبار أن لا مشروع تنويري حقيقي بدون نهضة فنية ترفع من قيمة الجمال وتنتصر للحرية وترتقي بالإنسان.
وقد شددت ندوة " الفن والتنوير " في ختام فاعلياتها على أن النهضة الحقيقية لا تبدأ من الأنظمة، بل من الإنسان ذاته، وأن مشروع التنوير الذي يتبناه علي الشرفاء الحمادي ليس ترفًا فكريًا، بل مسارًا وجوديًا لإنقاذ العقل العربي من أسر الوصاية والتكرار، وفتح الأفق أمام الإبداع الحر، باعتبار أن العقل المستنير هو البوابة الوحيدة لعبور الحضارة.
وبهذه الرؤية الواضحة، تواصل مؤسسة رسالة السلام أداء دورها التنويري، ساعية إلى خلق حوار عربي جديد، يؤمن بأن الفن هو جسر الإنسان نحو ذاته، والعقل هو النور الذي يهدي الأمم إلى مستقبل يليق بها .
الجدير بالذكر ان مؤسسة رسالة السلام في إطار رسالتها الفكرية التنويرية والتي تتخذ من فكر المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي منطلقًا ومنارة، نظمت مؤسسة " رسالة السلام " بالقاهرة ندوة فكرية كبرى تحت عنوان " الفن والتنوير " برئاسة الكاتب الصحفي الدكتور معتز صلاح الدين رئيس مجلس أمناء المؤسسة بالقاهرة ، وذلك بالتعاون مع نادي إيزي سبورتس بالمقطم، الندوة تحدث فيها الدكتور حسن حماد استاذ الفلسفة وعميد كلية الاداب جامعة الزقازيق سابقا كمتحدث رئيسي ، كما جمعت الندوة نخبة من المفكرين والمثقفين وجاءت في سياق المشروع الفكري والثقافي الذي يتبناه الأب المؤسس علي الشرفاء الحمادي ، والهادف إلى تحرير الإنسان العربي من الوصاية العقائدية والقيود الفكرية، وإطلاق العنان للعقل والإبداع والوجدان كسبيل للنهضة الحضارية .