اهم الاخبار
السبت 28 يونيو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

ندوة تهزّ جدران الجمود .. مؤسسة رسالة السلام تعيد للفن رسالته التنويرية المقدسة | صور

المشروع الفكري لـ علي الشرفاء يحرر العقل من كهنوت الوصاية .. ويوقد شعلة التنوير من منصة الإبداع الفني

الوكالة نيوز

في إطار رسالتها الفكرية والتنويرية والتي تتخذ من فكر المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي منطلقًا ومنارة، نظمت مؤسسة " رسالة السلام " بالقاهرة ندوة فكرية كبرى تحت عنوان " الفن والتنوير " ، بالتعاون مع نادي إيزي سبورتس بالمقطم، الندوة جمعت نخبة من المفكرين والمثقفين وجاءت في سياق المشروع الفكري والثقافي الذي يتبناه الأب المؤسس علي الشرفاء الحمادي ، والهادف إلى تحرير الإنسان العربي من الوصاية العقائدية والقيود الفكرية، وإطلاق العنان للعقل والإبداع والوجدان كسبيل للنهضة الحضارية .

  • الفنون ليست ترفاً

وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور معتز صلاح الدين، رئيس مجلس أمناء المؤسسة بالقاهرة ، أن هذه الندوة تمثل امتدادًا طبيعيًا لرؤية علي الشرفاء في ضرورة إعادة الاعتبار للفكر الإبداعي، قائلًا : " لسنا أمام مجرد لقاء فكري، بل أمام مساحة حرة للتأمل  والتحليل، تعيد الفن إلى مكانته كقيمة حضارية عليا، لا تقل شأنًا عن أي من ركائز النهضة الإنسانية " ، مصيفاً أن المؤسسة، من خلال هذه الفعاليات، تسعى لترسيخ المفهوم التنويري للفن، بوصفه أداة لتحرير العقل وتنوير الوجدان، لا وسيلة للترفيه المجرد.

  • الفن جوهر الوجدان

من جهته، أبدى خالد الجنايني، مدير عام نادي إيزي سبورتس، سعادته الكبيرة بالمشاركة، مؤكدًا أن عنوان الندوة لامس شغفه كفنان وعازف وملحن، حيث قال : الفن في جوهره ليس ترفًا ، بل هو الرافعة الأولى لنمو الإنسان وجدانيًا وحضاريًا، وأنا فخور بأن أكون جزءًا من هذا النقاش الملهم .

  • التنوير لا يولد إلا من رحم الحرية

وفي كلمة فلسفية معمقة، قدّم الدكتور حسن حماد، أستاذ الفلسفة وعميد كلية الاداب جامعة الزقازيق سابقاً ، رؤية شاملة للعلاقة الجدلية بين التنوير والفن، مشيرًا إلى أن مشروع التنوير الحقيقي لا يزال غائبًا في العالم العربي، وأن السلطة، سواء كانت سياسية أو دينية، لا تزال تُمارس الوصاية على العقل والفكر والخيال الفني.

وأوضح حماد أن التنوير ليس مجرد شعار، بل فعل تمرد على الخوف والجهل، وولادة جديدة للإنسان الحر القادر على التفكير والتعبير دون قيد.

وتابع مؤكدًا أن الفن هو الحاضنة الطبيعية للتنوير، لأنه يربّي الذوق ويهذب السلوك ويرتقي بالوعي، مضيفًا أن الفن الحقيقي يرفض التبعية لأي خطاب سلطوي، سواء ديني أو سياسي، ويقف في وجه الابتذال والتدجين.

  • الفن والدين من الطقوس إلى الصراع

وتطرق د حسن حماد إلى العلاقة التاريخية المعقدة بين الفن والدين، موضحًا أن الفن نشأ من رحم الطقوس، لكنه ما لبث أن دخل في صراع مرير مع السلطات الدينية التي رأت فيه تهديدًا لهيمنتها على الوجدان الشعبي.

وأشار إلى أن رموز الفن الحر مثل أم كلثوم، كانوا يمثلون في لحظة ما “سلطة وجدانية” موازية للخطاب الديني، وهو ما يفسر محاولات التحريم والتشويه التي طالت كثيرًا من الفنانين والفنانات.

  • خطوط حمراء وتكفير

.. وفي هذا السياق، استشهد حماد بما تعرضت له الفنانة إلهام شاهين من حملة تشويه إثر مشاركتها في العرض المسرحي  “ المومس الفاضلة ”، معتبرًا أن ما جرى يكشف كيف يُحاصر الفن في مجتمعاتنا باسم الأخلاق بينما تُذبح الحرية على قارعة الطريق.

وأوضح أن أخطر أنواع الفنون تأثيرًا هو ذلك المعتمد على الكلمة، مثل " المسرح والأغنية والسينما " ، لأنها أدوات لا تصنع الوعي فقط، بل تُعيد تشكيل الإنسان نفسيًا وروحيًا، قائلًا : الفنان الحقيقي لا يجب أن يكون تابعًا لا لسوق ولا لسلطة ولا لخطاب ديني بل حراً يبدع ويقاوم ويحلم .

  • ضد الابتذال ومع الحلم والحرية

وانتقد الدكتور حماد ما وصفه بـ”الابتذال الفني”، قائلًا إنه يُكرّس العبودية الفكرية ولا يحرر الإنسان، بل يُعيد إنتاج الخوف والطاعة العمياء ، مشدداً على أن الفن النبيل هو ما يفتح نوافذ العقل، لا ما يُخدّره، وأن النهضة لا تُصنع بالعقول الباردة بل بالأرواح الملهمة، داعيًا إلى بيئة فنية صحية تحرر الإنسان من الداخل قبل أن تواجه استبداد الخارج.

  • الإنسان يُولد حراً بالفطرة

وتابع حماد خلال كلمته بالتأكيد علي أن المشروع التنويري الذي ينادي به المفكر الكبير علي الشرفاء الحمادي هو السبيل الوحيد لصناعة الإنسان الكامل، حيث قال : الإنسان يُولد حرًا بالفطرة، ويصنع حياته بالتحرر الفكري، وحرية التعبير، والقدرة على الحلم ، ومتى تحقق ذلك، يولد الفرد المستقل الذي لا يحتاج إلى وسيط بينه وبين خالقه ، موضحاً أن التنوير ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة حضارية، وأن الفن الحر هو جسر الإنسان نحو ذاته وكرامته ووعيه، وأن نهضة الأمة تبدأ من تحرير العقول، وفتح نوافذ الإبداع، وكسر القيود التي تُكبّل الوجدان باسم الدين أو الأخلاق أو السياسة.

واختتم الدكتور حماد موجهاً الدعوة لكل المثقفين والمبدعين العرب إلى الالتحام بهذا المشروع التنويري الجسور الذي أطلقه المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، والمضي معه نحو مستقبل يتسع للعقل الحر، والفن الرفيع، والإنسان المبدع .