الحاج محمد الأمين يكتب : قراءة حول رؤية المفكر علي الشرفاء الحمادي في معاني الشهادتين في الإسلام

في زمن تتداخل فيه المفاهيم وتتشتت فيه الرؤى، ويتباين فيه تقريب المعاني الجوهرية للدين، يضيئ منهج المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي آفاق المعارف والعلوم، مستندا إلى رؤية ربانية عظيمة تدعو إلى المعرفة والفهم الصحيح، الجاد للدين الإسلامي، خصوصا في مسألة جوهرية وهامة كـ"الشهادتين".
لقد بين المفكر الشرفاء في رؤية أسلوبا فكريا تنويريا يفتح الآفاق أمام المسلمين الجدد وكل الباحثين عن معرفة صادقة وعميقة، تُحررهم من السطحية والتقليدية في الاعتقاد.
يُظهر الحمادي بوضوح أن الشهادتين ليستا مجرد كلمات تقال، بل هما ميثاق إيماني عقده الإنسان مع الله يتطلب فهما ومعرفة والتزاما بأوامر الرب الذي وصف نفسه بقوله تعالي في كتابه العزيز:
﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَّعَٰلِمُ الْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ﴾ (الحشر: 22)،
من أعمق وأروع ما يميز فكر المفكر الشرفاء أنه يرفض الإيمان الأعمى أو التبني السطحي، حيث يدعو إلى تعلم الدين وفهمه قبل الإقرار، مستندا إلى آيات القرآن التي تؤكد أهمية معرفة الله وصفاته، والتزام منهج الرسول محمد صل الله عليه وسلم،مثل قوله تعالى: ﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الۡكَٰفِرِينَ﴾ (آل عمران: 32).
إن هذا التوجيه يمنح الإيمان أبعادا عملية وروحية، فلا يكتفي الإنسان بمجرد نطق الشهادتين، بل يتحول إيمانه إلى عمل صالح وسلوك حميد، وهو ما يتوافق مع وعد الله والتعريف بمنهجه الذي جاء به الرسول صل الله عليه وسلم: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحۡبِبۡكُمُ اللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَاللَّهُ غَفُور رَّحِيمٞ﴾ (آل عمران: 31).
تتجلى شجاعة المفكر الشرفاء في مواجهة التقليدية المتجمدة التي أفسدت كثيرا من المفاهيم الدينية، فهو يدعو إلى الرجوع إلى القرآن الكريم كمنهاج واضح، بعيدا عن التفسيرات المشوهة والموروثات التي تعيق الفهم الحقيقي للدين، وهو بذلك يعيد ربط المسلم برسالة الإسلام الخالدة، كما أرادها الله ورسوله، وبروحها التي تقوم على الوعي والعدل والرحمة.
لقد قدم المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي نموذجا للمفكر المسلم الذي لا يكتفي بالنطق بالكلمات، بل يحرص على بناء إيمان معرفي متين يثمر التزاما عمليا، وهو بذلك يقرب رؤيته حول الشهادتين تذكيرا لكل مسلم وكل من يريد الدخول في الإسلام بأن الإيمان الحقيقي يبدأ من العلم والفهم، ويصل إلى العمل والاتباع، وهذا ما يجعل من الإسلام دين حياة ورحمة وسعادة، لا مجرد شعارات تنطق.