اهم الاخبار
الثلاثاء 17 يونيو 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الإنسان قبل الأديان .. لقاء فكري لـ مؤسسة " رسالة السلام " يحشد العقول والقلوب ضد التطرف | صور

الدين رسالة ضمير لا فتنة .. يتجاوز الحدود ويحمل سلاح الحب ضد الكراهية .. خادم للإنسان لا سيداً  عليه

الوكالة نيوز

في لقاء حواري استثنائي ، عقدت مؤسسة رسالة السلام بالقاهرة لقاء حواري فكري جمع رموزاً من مصر وفرنسا، في رسالة جديدة تؤكد على أن الإنسان هو جوهر الأديان، وأن المحبة وحدها كفيلة بعبور الفجوات وترميم ما تهدمه الكراهية .

اللقاء انعقد بمقر المؤسسة بالقاهرة، برئاسة الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، الأمين العام للمؤسسة على مستوى العالم، ومشاركة وحضور الدكتور معتز صلاح الدين رئيس مجلس الأمناء، والقس جرجس عوض، الأمين العام للمؤسسة بالقاهرة، والدكتور شكري الميموني، رئيس مكتب المؤسسة في باريس، كما جمع نخبة من قيادات واعضاء المؤسسة والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري والديني .

بدأ الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي كلمته مؤكداً علي أن المودة في الإسلام تتجلى في قصة السيدة مريم  ، وأن القرآن الكريم حمل آيات تُعلي من شأن السيدة مريم وسيدنا عيسى عليهما السلام، في تأكيد على أن هذا الدين جاء بالرحمة والتسامح والسكينة، لا بالتفرقة والصراع ، وأضاف : نحن لا نحارب فكرة بالفكرة فحسب، بل نقابل الكراهية بالمحبة، والتشدد بالوعي، لأن الحرف إذا لم يكن نبيلاً أصبح سلاحًا بيد الجهل  .

من جانبه، قال الدكتور معتز صلاح الدين إن تولي القس جرجس عوض لمنصب الأمين العام للمؤسسة بالقاهرة ليس مجرد اختيار تنظيمي، بل هو خطوة رمزية تؤكد أن المصريين شركاء وطن وعنصر واحد في نسيج لا يتجزأ ، مشيراً إلى أن تاريخ مصر مليء بالمواقف الكاشفة ، ففي حرب أكتوبر، قاد اللواء فؤاد عزيز غالي أحد أهم تشكيلات الجيش المصري، والكنيسة لم تتأخر يوماً عن الوطن، حتى إن أحد القساوسة أعتلي منبر الأزهر الشريف خطيباً " .

أما القس جرجس عوض، فتحدث بروح المحبة قائلاً : لي كل الشرف أن أكون وسط إخوتي في رسالة السلام ، وأشكر الكاتب الكبير مجدي طنطاوي، وأشكر الدكتور معتز، وأرحب بالدكتور شكري الميموني ، وهذا اللقاء وسام على صدري، وأتطلع إلى أن نعمل معاً لمواجهة الفكر بالفكر، وأن نردّ على الكراهية بالمحبة " ، وأضاف: " عندي نُسخ من القرآن وتفاسيره وأحفظ آيات كريمة، لأن الإيمان لا يُقسم بين صليب وهلال، بل يتجلى في الضمير الحي .

وتابع القس جرجس قائلاً : مصر بلد متدينة بطبعها، تحب الصلاة سواء في الجوامع أو الكنائس، ولكن ما نحتاجه اليوم أن نسأل: هل خُلق الإنسان من أجل الدين، أم أن الدين جاء من أجل الإنسان ؟ .. الدين وُجد لتهذيبنا لا لتكفير بعضنا، ومحبة الله محيط واسع لا يعرف الكراهية، فلماذا نكره ونحارب ونمزق ؟ .

وبدوره، قال الدكتور شكري الميموني، رئيس مكتب المؤسسة في باريس : تشرفت بأن أكون في القاهرة بين هذه القامات الفكرية، جئت لأواصل التجاذبات الفكرية، ونفتح آفاق تعاون مشترك ، العالم يشهد لتاريخنا المشترك، وحوار الأديان يجب أن يكون واقعًا لا شعاراً ، وأضاف: إخوتنا المسيحيون كان لهم دور كبير في خدمة اللغة العربية والفكر، ونحن بصدد دفع جديد للحوار سيمتد من مصر إلى أوروبا، ليصل إلى كل أطراف العالم .

وفي ختام اللقاء، تحدث الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي عن مسؤولية الإعلام والفكر في مقاومة التشدد قائلاً : نحن في زمن اختُطف فيه الدين على يد المتسلفين والمتطرفين من كل الديانات، وهؤلاء هم من زرعوا بذور الكراهية بين الناس، وعلينا أن نعيد للناس الوعي بأن جوهر الدين هو الحب لا العنف .

وانتهى اللقاء بعدد من التوصيات أبرزها : تشكيل خلية عمل دائمة للتواصل مع رموز الفكر المسيحي في مصر وخارجها .. وتوسيع قاعدة التعاون الفكري عبر تنظيم فعاليات وندوات محلية ودولية .. وتكريس خطط إعلامية تروج لخطاب السلام وتدحض خطاب الكراهية .. وإصدار سلسلة من الكتب والرؤى الفكرية المشتركة تعيد تأصيل القيم الإنسانية بين الأديان .

اللقاء أكد علي أن " رسالة السلام " ليست مجرد مؤسسة، بل منصة فكرية تدعو إلى تجديد العقل، وبناء وطن يتسع لكل أبنائه، مهما اختلفت دياناتهم أو معتقداتهم، ما داموا يشتركون في إنسانيتهم .