اهم الاخبار
الخميس 28 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

باسم غازي يكتب: مدرسة المعادي الرسمية للغات «تأديب وتهذيب وإصلاح»

إدارة المدرسة تحرث في البحر.. «3 أسئلة لوزير التربية والتعليم تنتظر الإجابة»

الوكالة نيوز

التَّأدِيبُ: هو عَملِيَةُ تَعلِيمٍ وتَوجِيهٍ، وقد يَصحبُهُ مُعاقَبَةٌ إن لَزِمَ الأمر لتَصحيح الانْحِرافِ وإساءَةِ الأدَبِ، وتَحقِيقِ الصَّلاحِ والاستِقامَة لِلفَرْدِ المُؤَدَّبِ، وذلك يَختَلِف باختِلافِ الانحِرافِ ومُلابساتِه، والمُؤدَّبُ وحالَتُه. والقول بأنّه: عقوبة خفيفة يُنـزِّلُها الولي "غير القاضي" قَيْدٌ يَخرُج بِه التَّعزِيرُ؛ إذ هو عُقوبَة واسِعَة تشمَل الخَفِيف والشَّدِيد، يَفرِضُها القاضي، ومَن له وِلاية عامَّة، بِخلافِ التَّأدِيب فهو لا يحتاج إلى قَضاء القاضي. واقتَصَر بعض أهل العلم في تعريفهم للتَّأديب على جانِبٍ واحِدٍ منه وهو الضَّربُ والوَعِيد والتَّعنِيف.
و يقول التعريف اللغوي إن التَّأْدِيبُ يعني المُعاقَبَةُ على الإساءَةِ، وتَعليمُ الأدَبِ، يُقال: أَدَّبْتُه تأْدِيبًا: إذا عَلَّمْتُه مَحاسِنَ الأَخْلاقِ؛ والأدَبُ: حُسْنُ الأخْلاقِ، وفِعلُ المَكارِمِ، وأَصْلُه: الدُّعاءُ؛ لأنّه يَدعو النّاسَ الذين يَتَعَلَّمُونَهُ إلى المَحامِدِ ويَنْهاهُم عن المَقابِحِ.
أما معني التهذيب؛ فحين تتناولُ أحدَ معاجم اللغة العربية، وتبحث في صفحاته عن معنى كلمة: تهذيب؛ سيصافحك كثيرٌ من المعاني الجميلة، فتهذيب الناشئة يعني: تربيتها وإصلاحها، وتهذيب العِبارة: تنسيقها وجعْلها سليمة من العيب والخطأ، وهذّب الشجر أي قطَعه ونقّاه وأصلَحه، وهذّب هندامه: أصلَحه وسوّاه، وهذّب الكلام: زيّنه وأصلَح عِبارته وحسّنها، والتهذيب: هو الإصلاح والتقويم.
وتعني إصلاح؛ "مفرد" وجمعها إصلاحات لغير المصدر، ومصدر أصلحَ - أصلحَ في، وأصلحَ من، تغيير حال الشيء إلى الاستقامة بحسب ما تدعو إليه الحكمة، ومنه تكثير الخير، وتقويم الاعوجاج. 
وفي مدرسة المعادي الرسمية للغات، والتي تحتاج لعناصر كثيرة مفتقدة في ظل إدارة "تحرث في البحر"، أنت مدعو للدهشة و الاندهاش، تلاميذ وطلاب تركتهم يد إدارة المدرسة لأنواع شتي من المعاناة، فعندما تذهب للزيارة وأنت ولي أمر لتلميذ أو طالب في المدرسة فإن المدرسة من بابها إلي فصولها تعج بكثير من الأصوات، أطفال تخيفهم أصوات المعلمين - بضم الميم - حتي من الاستئذان للذهاب إلي دورة مياه المدرسة، هذا الأسبوع، تعرضت طفلتي التلميذة في الصف الرابع الابتدائي لإعياء شديد، تواصلت معي و هي تتألم فطلبت منها حتي أصل إلي المدرسة أن تستميح مدرستها عذرًا للذهاب إلي الزائرة الصحية فلم توافق المدرسة، وبعد معاناة استطاعت الطفلة أن تترك الفصل وقصدت مكتب الزائرة الصحية و للأسف لم تجدها، قطعت المسافة من المنزل وحتي المدرسة في زمن مقداره نصف ساعة؛ اشتريت لها علاجًا مؤقتًا و أمام باب المدرسة أخبرت مسؤولة الاستعلامات بالأمر فأغلقت الباب بعد أن فتحته و قالت "إن مديرة الإدارة تزور المدرسة حاليًا"، أخبرتها أن الطفلة تتألم، و في الأثناء خرجت مديرة الإدارة من باب المدرسة و أخبرتها، مشكورة نهرت السيدة الفاضلة الجميع و طلبت استدعاء الطفلة وحضرت فأمرت بعمل اللازم للطفلة التي أعياها الألم وبدا وجهها شاحبًا، وقالت لو أنك تريد اصطحابها للمنزل فتفضل، رفضت و طلبت الطفلة إكمال اليوم الدراسي، وحدث أن عدت بعد انقضاء وقت لاصطحاب طفلتي و طلبت مني مسؤولة الاستعلامات الاستئذان من مديرة المدرسة، فدخلت إلي مكتبها و فوجئت بعدد من الضيوف – بينهم شخص كرم الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم و التعليم الفني مدير الإدارة الأسبق لكشفها واقعة كان بطلها ذلك الشخص – وهذا ما سنعرضه بالتفصيل والتفاصيل في الأعداد المقبلة، و ما إن رأتني مديرة المدرسة حتي قالت "اتفضل يا أستاذ باسم، ممكن تروح تاخد بنتك من الفصل"، فشكرتها و انصرفت.
و إلي وزير التربية والتعليم و التعليم الفني؛ الدكتور طارق شوقي، أتوجه بسؤال، هل فكرت سيادتك ذات مرة في زيارة مدرسة المعادي الرسمية للغات؟، هل تتلقي تقاريرًا عن تلك المدرسة وكيف تدار الأمور فيها، يا معالي الوزير؛ التعليم في مدرسة المعادي الرسمية للغات يحتاج لمراجعة؛ قد لا يصلك صوت الألاف من أولياء الأمور الذين يعانون و لا يستطيعون الكلام، و أخيرًا يا دكتور طارق هلا سألت مدير مديرية التربية والتعليم، عن تشكيل مجلس الآباء هناك وفي تلك المدرسة ؟.
يا معالي الوزير إن نظام التعليم الجديد الذي تفاخر به بين الأمم؛ يتم تدميره بأيدي من تولونهم أمور المدارس، يا دكتور طارق نظرة أو لجنة تزور المدرسة ستكتشف الكثير والكثير، يا معالي الوزير لن أكف عن الكتابة مادام التعليم في تلك المدرسة يدار علي طريقة "الصدمة والرعب" لو جاز القول.